هبوط حاد في سهم آرم بعد إعلان خطة تطوير رقائق خاصة يثير قلق المستثمرين

شهد سهم شركة “آرم” انخفاضًا حادًا بنحو 7% في تداولات ما قبل افتتاح السوق الأمريكي يوم الخميس، عقب إعلانها عن استراتيجية جديدة للاستثمار في تطوير رقائق خاصة بها، ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن تأثير هذا التحول على أرباح الشركة المستقبلية.
يُعد هذا الإعلان خطوة جوهرية تُغيّر نموذج أعمال “آرم” التقليدي، الذي اعتمد لفترة طويلة على ترخيص الملكية الفكرية لشركات تكنولوجية كبرى مثل إنفيديا وأمازون، اللتين تصممان رقائقهما داخليًا.
ويثير قرار الشركة بالتحول نحو إنتاج رقائقها الخاصة قلقًا من احتمال نشوء تضارب في المصالح، إذ قد تُنافس “آرم” بعض عملائها الحاليين، ما قد يضر بالعلاقات الاستراتيجية التي بنتها على مدار السنوات الماضية.
وأكد محللو بنك جي بي مورغان، بقيادة هارلان سور، أن هذا التوجه الجديد يضعف روابط “آرم” مع شركائها، مع الإشارة إلى أن تركيز الشركة ما زال ينصب على مجالات الذكاء الاصطناعي وتطوير الأنظمة، لكن دخولها في تصنيع حلول متكاملة يثير تساؤلات حول مدى استدامة نموذج أعمالها الجديد.
واشتمل الإعلان أيضًا على توقعات أرباح أقل من تقديرات وول ستريت للربع الثاني، وسط احتمالية تراجع الطلب على الرقائق في ظل التوترات التجارية العالمية، مما زاد من قلق المستثمرين الذين كانوا قد دفعوا السهم إلى مستويات قياسية خلال الأشهر الماضية.
ورغم الأداء القوي الذي حققه سهم “آرم” منذ طرحه في البورصة عام 2023، حيث ارتفع بنسبة 150% وحقق مكاسب تتجاوز 32% منذ بداية العام، إلا أن المستثمرين يظهرون حذرًا بسبب التقييمات المرتفعة، حيث يتداول السهم بأكثر من 80 ضعفًا لأرباحه المتوقعة، مقارنة بمنافسين مثل إنفيديا وAMD.
تعكس هذه التطورات التحديات الكبيرة التي تواجه شركات التكنولوجيا في ظل بيئة جيوسياسية متوترة، وهشاشة سلاسل الإمداد العالمية، مع تحذير واضح من أن التغييرات الاستراتيجية قد تؤثر على مستقبل “آرم” في سوق متغير ومتقلب.