مورغان ستانلي: العملات المشفرة ليست ملاذاً آمناً بل أصل عالي المخاطر

في وقت تتصاعد فيه التقلبات في أسواق العملات العالمية، طرح محللو “مورغان ستانلي” سؤالاً محورياً: هل يلجأ المستثمرون إلى العملات المشفرة كملاذ آمن عند اضطراب أسواق الصرف الأجنبي؟
غير أن نتائج الدراسة التي أعدها كل من جيمس لورد وسيمون ويفر جاءت مغايرة تماماً للتوقعات، إذ خلصت إلى أن الطلب على الأصول الرقمية يتراجع كلما ارتفعت تقلبات أسعار الصرف، مما يعني أن العملات المشفرة تُعامل من قبل المستثمرين كأصول عالية المخاطر، لا كوسيلة للحماية من الأزمات الاقتصادية أو التضخم.
وأوضح التقرير أن الفرضية الأولية انطلقت من فكرة متداولة في الأوساط المالية مفادها أن العملات المشفرة قد تؤدي دور “مخزن للقيمة” أو تمثل حماية من السياسات النقدية التوسعية والإنفاق الحكومي المفرط، إضافة إلى المخاطر الجيوسياسية التي تهدد العملات التقليدية.
ولاختبار هذه الفرضية، قام محللو البنك بدراسة العلاقة بين اضطرابات سوق الصرف الأجنبي وشهية المستثمرين لاقتناء العملات الرقمية، مع تركيز خاص على الأسواق الناشئة، حيث يكون الأفراد أكثر ميلاً إلى استكشاف بدائل مالية في ظل هشاشة اقتصاداتهم المحلية.
واستندت الدراسة إلى بيانات حول نشاط التطبيقات الخاصة بالمحافظ والمنصات الرقمية على متجري “آبل” و”جوجل بلاي” في 81 دولة، شملت كلًّا من الاقتصادات المتقدمة والناشئة.
وبيّنت النتائج أن الطلب على التطبيقات المشفرة تراجع في الفترات التي شهدت اضطرابات في أسعار الصرف.
وكتب محللو “مورغان ستانلي” في مذكرتهم:
“الأدلة تشير إلى أن العملات المشفرة لا تُستخدم كأداة للتحوط ضد المخاطر، بل ينظر إليها المستثمرون كفئة أصول مضاربة تتراجع شعبيتها عند تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي.”
مع ذلك، أشار التقرير إلى أن الفروقات الهيكلية بين الدول — مثل درجة تنظيم السوق، ومستوى الوعي المالي، وحجم النشاط الاستثماري — تجعل العلاقة بين العملات المشفرة وتقلبات الصرف غير موحدة عالمياً، داعياً إلى مزيد من الأبحاث لفهم ما إذا كانت العملات الرقمية يمكن أن تتحول في المستقبل إلى ملاذ آمن حقيقي أو ستظل مؤشراً على شهية المخاطر في الأسواق المالية.




