Bitget Banner
الاقتصادية

مفاوضات يابانية-أميركية على وقع تحديات الرسوم الجمركية

في خطوة تعكس تقارباً استراتيجياً بين طوكيو وواشنطن، كثف كبير المفاوضين التجاريين اليابانيين، ريوسي أكازاوا، جهوده لإحراز تقدم في المحادثات حول الرسوم الجمركية، سعياً للتوصل إلى تسوية قبل القمة المرتقبة في يونيو بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا.

وخلال زيارته إلى واشنطن، عقد أكازاوا اجتماعات مع وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك والممثل التجاري جيمسون غرير، مؤكداً في تصريحات للصحافة أن الجانبين يسعيان بجدية لإنجاح اللقاء المقبل بين القائدين.

وأوضح: “نحن ملتزمون ببذل كل ما في وسعنا لتحقيق نتائج ملموسة تنعكس إيجاباً على العلاقات الثنائية”.

ويأتي هذا الزخم بعد مكالمة هاتفية بين ترمب وإيشيبا تم خلالها الاتفاق على عقد لقاء على هامش قمة مجموعة السبع، تلاها إعلان الرئيس الأميركي دعمه لتحالف بين شركتي “نيبون ستيل” اليابانية و”يونايتد ستيتس ستيل” الأميركية، في خطوة رحب بها الجانب الياباني بوصفها مؤشر انفتاح نحو تفاهمات أوسع.

من جهته، أعلن ترمب أن هذه الشراكة الصناعية ستولد أكثر من 70 ألف وظيفة وتضخ نحو 14 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي. وتُعد الاستثمارات اليابانية في السوق الأميركية ركيزة قوية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث أظهرت بيانات وزارة التجارة أن اليابان كانت، حتى عام 2023، أكبر مصدر للاستثمار الأجنبي المباشر في الولايات المتحدة.

أكازاوا أشار إلى أن مساهمة “نيبون ستيل” تمثل دعماً قوياً للاقتصاد الأميركي، لكنه تحفظ عن التعليق على طبيعة الصفقة أو انعكاسها المباشر على مفاوضات التجارة، في انتظار الموقف الرسمي من الجانب الأميركي.

وفي بيان صادر عن مكتب مجلس الوزراء الياباني، تم التأكيد على أن أكازاوا طالب واشنطن بإعادة النظر في الرسوم الجمركية المفروضة على السلع اليابانية، لا سيما في قطاعي السيارات والمعادن.

وشدد البيان على أن المحادثات الأخيرة اتسمت بقدر غير مسبوق من الصراحة والعمق، مع التركيز على قضايا تتعلق بتوسيع التجارة والتدابير غير الجمركية والأمن الاقتصادي.

يُذكر أن إدارة ترمب سبق أن فرضت رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم و10% على السيارات اليابانية، ومن المرتقب أن يتم رفع هذه الرسوم إلى 24% في يوليو، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد.

ويمثل قطاع السيارات نحو ثلث الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة، ويعد قطاعاً حيوياً يشغل حوالي 8% من اليد العاملة اليابانية، ما يجعل أي تعديل في الرسوم مسألة حساسة بالنسبة لطوكيو.

ومع اقتراب انتخابات مجلس الشيوخ في اليابان، تأمل حكومة إيشيبا أن يؤدي تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات التجارية إلى رفع شعبيته، التي تراجعت مؤخراً. غير أن أي اتفاق يُنظر إليه كتنازل مفرط لصالح واشنطن، خصوصاً في مجال الزراعة، دون معالجة أزمة الرسوم على السيارات، قد يثير انتقادات داخلية.

من جانبه، أعرب أكازاوا عن حرص بلاده على الوصول إلى اتفاق شامل، لكنه حذر من التسرع، قائلاً: “كما تقول القاعدة في التفاوض: لا يُعد أي شيء متفقاً عليه حتى يتم الاتفاق على كل شيء”.

ومن المرتقب أن يعود أكازاوا إلى واشنطن الأسبوع المقبل للقاء وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، في إطار مواصلة الحوار الذي يُنتظر أن يرسم ملامح جديدة للعلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين متحالفين في آسيا وأميركا الشمالية.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى