الاقتصادية

قنوات الطاقة الشمسية…حلول مبتكرة لمواجهة ندرة الماء والغذاء والطاقة

يشهد العالم تزايداً غير مسبوق في الطلب على الموارد الحيوية مثل الغذاء والماء والطاقة، حيث يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن يقفز الطلب على الغذاء بأكثر من 50% بحلول عام 2050، بينما قد يرتفع استهلاك المياه بنسبة 30% والطاقة بنحو 19%.

هذه الضغوط المتنامية تجعل إدارة الموارد بشكل متكامل ضرورة ملحة، إذ إن أي خلل في أحدها ينعكس مباشرة على الأخرى، سواء عبر تعزيز الهشاشة أو فتح آفاق جديدة للنمو المستدام.

ولتجسيد هذا الترابط عملياً، برز مشروع “نكسَس” في ولاية كاليفورنيا كنموذج مبتكر يجمع بين إنتاج الطاقة النظيفة وإدارة المياه.

و يقوم المشروع على تغطية قنوات الري بألواح شمسية، مما يحقق فوائد متعددة: إنتاج كهرباء متجددة، تقليل تبخر المياه تحت أشعة الشمس الحارقة، الحد من نمو الأعشاب المائية الضارة، فضلاً عن تحسين أداء الألواح بفضل نظام التبريد الطبيعي الذي توفره المياه.

وتشير التقديرات إلى أن المشروع، الذي تصل قيمته إلى 20 مليون دولار، قادر على توليد نحو 1.6 ميغاواط من الكهرباء إلى جانب منافع بيئية وزراعية.

وتبرز أهمية هذه المقاربة في كونها تتجاوز التحديات المرتبطة باستخدام الأراضي التي تعيق غالباً مشاريع الطاقة الشمسية الكبرى.

فاعتماد الألواح فوق البنية التحتية الزراعية والقنوات لا يغير من المشهد الطبيعي، كما يتيح ربطاً أسهل بشبكات التوزيع القريبة مقارنة بمزارع الطاقة التقليدية.

وعلى الرغم من أن فكرة “القنوات الشمسية” ما تزال محدودة عالمياً، إلا أن التجارب الأولية في الولايات المتحدة، سواء في كاليفورنيا أو أريزونا، تعكس إمكاناتها الكبيرة.

ففي أريزونا، جرى تشغيل أول مشروع لتوليد الطاقة الشمسية لصالح مجتمع نهر جيلا الهندي، ما يبرهن على أن هذه التقنية قد تكون بديلاً عملياً يحترم الأراضي المقدسة ويعزز استدامة الموارد المائية.

وتذهب بعض الدراسات إلى أن توسيع الفكرة ليشمل آلاف الأميال من القنوات في الولايات المتحدة يمكن أن يولد أكثر من 25 غيغاواط من الكهرباء، ويمنع تبخر مليارات الغالونات من المياه.

وهو ما يجعل هذه المشاريع أشبه بـ”مكسب ثلاثي” للغذاء والماء والطاقة، ويعطي مثالاً واضحاً على كيفية بناء بنية تحتية أكثر صموداً في مواجهة التغير المناخي.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى