في إنجاز علمي لافت، تمكن فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو من تطوير غرسة دماغية مبتكرة قادرة على رصد لحظات الألم المزمن والتصدي لها فوراً، عبر تقنية التحفيز العميق الموجه للدماغ، ما يمنح المرضى المصابين أملاً جديداً في استعادة حياتهم الطبيعية.
ويعاني نحو 20% من الأمريكيين من الألم المزمن، وهو من الحالات التي غالباً ما تفشل العلاجات التقليدية في مواجهتها بسبب التعقيدات المرتبطة بالشبكات العصبية في الدماغ.
وعلى عكس التحفيز الدماغي التقليدي الذي يستهدف منطقة واحدة، تعمل الغرسة الجديدة على تحفيز 14 منطقة دماغية مختلفة بشكل انتقائي، مع ضبط نقاط التأثير وتردد النبضات وفقاً للنشاط العصبي الخاص بكل مريض.
خلال التجارب السريرية، قام العلماء أولاً بمراقبة نشاط الدماغ على مدى عشرة أيام باستخدام أقطاب كهربائية، لاختبار أنماط متعددة من التحفيز. وبعدها، تم زرع غرسات دائمة تعمل بشكل أوتوماتيكي: تُفعّل عند رصد الألم وتُوقف نشاطها أثناء النوم، ما يجعلها أكثر تكيفاً مع حياة المرضى اليومية.
وأظهرت النتائج أن هذه التقنية قادرة على تقليص شدة الألم بمعدل 50% في المتوسط لدى المشاركين، بينما زاد التحفيز الوهمي من الإحساس بالألم بنسبة 11%، مما يؤكد فعالية النظام الجديد.
ويُنظر إلى هذا التطور على أنه طفرة حقيقية في علم الأعصاب والطب الحديث، إذ يفتح الباب أمام علاجات شخصية وذكية لملايين المصابين حول العالم، ويعزز الآفاق المستقبلية لاستخدام التحفيز العصبي في مواجهة الألم المزمن بطرق أكثر دقة وإنسانية.
