عوائد السندات الأمريكية تقترب من «الخط الفاصل» عند 4% وسط مخاوف التضخم

يدخل سوق السندات الأمريكية مرحلة دقيقة من الترقب، مع اقتراب عوائد سندات الخزانة لأجل عشر سنوات من مستوى 4% الذي أصبح يمثل نقطة مفصلية في تحركات المستثمرين خلال عام 2025.
ورغم التراجع الطفيف في العوائد خلال الأيام الأخيرة، فإنها استقرت مجددًا عند هذا المستوى النفسي والفني الحرج، وهو نفسه الذي شكّل حاجز دعم قويًا أمام الانخفاضات السابقة في شهري أبريل وسبتمبر الماضيين.
ويُعزى هذا التراجع إلى تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، ما دفع المستثمرين إلى الاحتماء بالأصول الآمنة مثل السندات الحكومية.
كما ساهمت البيانات الاقتصادية الضعيفة، وخاصة من سوق العمل الأمريكي، في تعزيز توقعات الأسواق بأن الاحتياطي الفيدرالي سيتبنى نهجًا أكثر مرونة في السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.
لكن في المقابل، يرى محللون أن مخاطر التضخم لم تختف بعد، إذ قد تؤدي الحرب التجارية المتصاعدة إلى ارتفاع تكاليف السلع المستوردة، مما يعيد الضغوط التضخمية إلى الواجهة.
ويثير ذلك مخاوف من تكرار سيناريو 2021، حين اعتبر الفيدرالي ارتفاع الأسعار “مؤقتًا” قبل أن يتحول إلى موجة تضخمية واسعة.
وبين هذين الاتجاهين، يجد المستثمرون أنفسهم أمام سيناريوهين متضادين:
-
الأول يشير إلى مزيد من تراجع العوائد إذا تدهورت المؤشرات الاقتصادية وتزايدت رهانات خفض الفائدة.
-
والثاني يتوقع عودة صعود العوائد إذا برزت إشارات على استمرار التضخم أو تباطؤ الفيدرالي في التيسير النقدي.
ويرى محللون أن مستوى 4% في العائد على السندات لأجل عشر سنوات يمثل خط التوازن الذي سيحسم وجهة السوق المقبلة.
فكسر هذا المستوى نزولًا سيعزز الاتجاه نحو سياسات نقدية أكثر تيسيرًا، في حين أن الثبات فوقه قد يعيد موجة ارتفاع العوائد ويضغط على الأسهم، والدولار الأمريكي، وتكلفة الاقتراض في الاقتصاد الأمريكي بأكمله.