سباق الشحن الكهربائي…البنية التحتية تتسارع والمخاوف لا تزال قائمة

لطالما مثلت ندرة نقاط الشحن تحديًا كبيرًا أمام إقناع المستهلكين بالتحول من مركبات البنزين التقليدية إلى السيارات الكهربائية (EVs). ومع ذلك، شهدت البنية التحتية العالمية للشحن طفرة غير مسبوقة في السنوات الأخيرة، متضاعفة لتصل إلى أكثر من 5 ملايين نقطة شحن عامة بين عامي 2022 و2024.
هذا النمو الحيوي أمر بالغ الأهمية، خاصة مع تزايد أعداد المركبات الكهربائية على الطرق؛ فمبيعات المركبات التجارية الخفيفة الكهربائية وحدها نمت بأكثر من 40% في 2024.
تتصدر الصين مشهد تطوير البنية التحتية للشحن، حيث استأثرت بحوالي ثلثي النمو العالمي في محطات الشحن العامة منذ عام 2020.
في المقابل، سجلت أوروبا نموًا يزيد عن 35% في عام 2024، مع تصدر هولندا لشبكة الشحن الأوروبية بأكثر من 180 ألف نقطة، تليها ألمانيا ثم فرنسا.
تُظهر الأرقام أن الصين والاتحاد الأوروبي يسيران بوتيرة جيدة من حيث التناسب بين عدد المركبات ونقاط الشحن العامة. ففي الصين، يتوفر شاحن عام واحد لكل 10 مركبات كهربائية، بينما يصل المعدل في أوروبا إلى شاحن واحد لكل 13 مركبة.
ومع ذلك، يكمن الفارق في نمط الاستخدام: في المدن الصينية المكتظة، يعتمد السائقون بشكل كبير على الشواحن العامة، بينما في أوروبا، لا يزال معدل توافر الشواحن المنزلية هو الأعلى بكثير.
لتخفيف قلق المدى (Range Anxiety)، يكتسب الشحن السريع أهمية متزايدة. وقد شهدت الولايات المتحدة قفزة نوعية في هذا المجال؛ إذ ارتفع عدد منافذ الشحن السريع لديها (التي تشحن البطارية في غضون 20 دقيقة إلى ساعة) بأكثر من 80% خلال العامين الماضيين، ليصل إلى 60.3 ألف منفذ.
هذا الرقم يمثل زيادة هائلة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل أربع سنوات، عندما كانت أقل من 20 ألف منفذ، وكان أغلبها مقتصرًا على سيارات “تسلا” (Tesla).
مدى توافر نقاط الشحن العامة حول العالم |
|
الدولة/ المنطقة |
عدد نقاط الشحن في 2024 |
الصين |
3.58 |
أوروبا |
1.03 |
الولايات المتحدة |
0.20 |
بقية العالم |
0.63 |
وعلى الرغم من هذا التقدم، تواجه السوق الأمريكية تحديًا جديدًا؛ إذ من المتوقع أن تنخفض مبيعات السيارات الكهربائية بشكل حاد بعد انتهاء صلاحية الإعفاء الضريبي الفيدرالي البالغ 7500 دولار في سبتمبر.
رغم أن الشحن المنزلي يظل الوسيلة الأكثر شيوعًا وفعالية، إلا أن الحاجة إلى توسيع شبكة الشحن العامة تبقى ضرورية لخدمة المستهلكين الذين لا يملكون إمكانية تركيب شواحن منزلية. وقد أُضيف أكثر من 1.3 مليون نقطة شحن عامة حول العالم في عام 2024 لدعم هذا التحول.
ومع ذلك، لا يزال القلق بشأن مدى القيادة والخوف من نفاد طاقة البطارية خلال الرحلات الطويلة يمثلان حاجزًا أمام التبني الواسع للمركبات الكهربائية، وفقًا لـ “برنت جروبر” من شركة “جيه دي باور” للأبحاث، الذي يؤكد أن عدم التوافر الكافي لمحطات الشحن العامة هو السبب الرئيسي لابتعاد الناس عن شراء المركبات الكهربائية.
تتوقع شركة “وود ماكنزي” أن يتسارع التوسع في البنية التحتية للشحن العالمي بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 12.3% بين عامي 2026 و2040، ليصل إجمالي المنافذ إلى 206.6 مليون منفذ عالميًا. ومع ذلك، سيظل الشحن المنزلي هو المهيمن، مع توقع وصول عدد منافذه إلى 133 مليون منفذ بحلول عام 2040.
فيما يتعلق بكفاءة البنية التحتية، من المتوقع أن ترتفع نسبة عدد السيارات الكهربائية لكل شاحن عام من 7.5 سيارة في 2025 إلى 14.2 سيارة لكل شاحن في عام 2040.
خلاصة القول: على الرغم من التزايد السريع في شعبية المركبات الكهربائية وزيادة سرعات الشحن، تظل الحاجة إلى بنية تحتية قوية ملحة.
وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن البنية التحتية للشحن العام تتطلب النمو 9 أضعاف بحلول عام 2030 لدعم المبيعات المتوقعة والوفاء بمتطلبات عملية التحول من الوقود الأحفوري.