الاقتصادية

رغم الانتعاش الطفيف.. القمح يظل قرب أدنى مستوياته منذ 2020 وسط وفرة الإمدادات

سجّلت أسعار القمح ارتفاعًا محدودًا خلال تعاملات الأربعاء، لكنها بقيت قريبة من أدنى مستوياتها منذ عام 2020، وسط ضغوط متزايدة ناجمة عن وفرة المحاصيل في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، والتي تُغرق الأسواق العالمية بإمدادات وفيرة.

ويعكس هذا التراجع العام في الأسعار حالة من التوازن المختل بين العرض والطلب، مع بقاء الإنتاج مرتفعًا في عدة دول رئيسية، بينما لا تسجل وتيرة الطلب تحسنًا يُذكر.

في هذا السياق، كشف نائب وزير الاقتصاد الأوكراني أن بلاده قد تنتج نحو 22 مليون طن من القمح في عام 2025، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 21.2 مليون طن، مشيرًا إلى أن ثبات الطلب الخارجي على صادرات القمح شجّع المزارعين على زيادة المساحات المزروعة استعدادًا لموسم 2026، خاصة بمحصول القمح الشتوي.

من جانب آخر، أظهر تقرير حديث لوزارة الزراعة الأمريكية أن 48% من محصول القمح الربيعي في البلاد يُصنَّف بين “جيد” و”ممتاز”، وهو ما يمثل تراجعًا طفيفًا بنقطة مئوية واحدة عن الأسبوع السابق، ما يعكس استقرارًا نسبيًا في جودة المحاصيل، رغم بعض التحديات المناخية.

بيانات مكتب الإحصاء الأميركي لشهر يونيو كشفت عن شحن ما مجموعه 1.719 مليون طن متري من القمح، وهو أعلى مستوى في أربع سنوات، لكنه يُمثل تراجعًا بنسبة 20.4% مقارنة بشهر مايو، مما يعكس تقلبات في وتيرة الطلب.

وفي سياق الصفقات الخاصة، أفادت تقارير بأن أحد المستوردين في كوريا الجنوبية أبرم صفقة جديدة لشراء 60 ألف طن متري من القمح، وهو ما يُضاف إلى الحراك التجاري النشط رغم انخفاض الأسعار.

أما على مستوى الاتحاد الأوروبي، فقد قدّرت المفوضية الأوروبية صادرات القمح اللين منذ بداية موسم 2025/2026 في الأول من يوليو بنحو 1.11 مليون طن متري حتى تاريخ 3 أغسطس، مقابل 2.64 مليون طن خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، ما يُبرز تراجعًا ملحوظًا في وتيرة الصادرات الأوروبية.

أداء العقود الآجلة للحبوب:

  • القمح: ارتفعت عقود القمح الآجلة تسليم سبتمبر بنسبة 0.2% إلى 5.08 دولار للبوشل، مع الأخذ في الاعتبار أنها لا تزال بالقرب من أدنى مستوى لها في خمس سنوات البالغ 5.0625 دولار.

  • الذرة: تراجعت العقود الآجلة للذرة تسليم ديسمبر بنسبة 0.1% لتغلق عند 4.01 دولار للبوشل.

  • الصويا: سجلت عقود فول الصويا الآجلة تسليم نوفمبر انخفاضًا بنسبة 0.4% لتستقر عند 9.84 دولار للبوشل.

رغم التحركات المحدودة في الأسعار، تستمر الضغوط السلبية على سوق الحبوب، وخاصة القمح، في ظل فائض المعروض العالمي وتراجع الطلب من الأسواق الكبرى. وتبقى الأسواق مرهونة بالتطورات المناخية، ووتيرة الصادرات، ومستوى الإنتاج خلال موسم الحصاد المقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى