الاقتصادية

رسوم ترامب الجمركية تضر بصناعة الألعاب الأمريكية وتقلص الخيارات أمام العائلات

كانت الألعاب المصنعة في الصين معفاة من الرسوم الجمركية خلال فترة ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأولى، لكن هذا الوضع تغير بشكل جذري في الآونة الأخيرة.

في الشهر الماضي، أعلن ترامب عن زيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 20%، مما شكل ضربة قوية لصناعة الألعاب.

وبعد أسابيع فقط، تم فرض رسوم إضافية بنسبة 34% تحت مسمى “رسوم تعويضية”، ليتبعها المزيد من الرسوم الجمركية الأخرى.

اليوم، تصل الرسوم الجمركية على السلع المستوردة من الصين إلى 145%، مع احتمال استمرار الزيادة في هذا الرقم، حيث تتوعد الصين بمواصلة الرد على هذه التدابير، في حين يهدد ترامب بمزيد من الإجراءات المتبادلة.

هذا الوضع لا يضر فقط بصناعة الألعاب، بل يعني أن العائلات الأمريكية قد تجد الألعاب ذات الأسعار المعقولة أصبحت من الكماليات، إذ تشكل الصين المصدر الرئيسي للألعاب في الولايات المتحدة، حيث يتم تصنيع نحو 80% من هذه الألعاب هناك، وفقًا لجمعية الألعاب الأمريكية.

إسحاق لارين، الرئيس التنفيذي لشركة MGA Entertainment، التي تنتج دمى “براتز” و”إل. أو. إل. سوربرايز!”، قال: “ليس أمامنا خيار سوى زيادة الأسعار بشكل كبير، هذا يهدد حياتي المهنية التي امتدت 46 عامًا”.

وأشار إلى أنه قد يضطر لتسريح الموظفين في مصنعه الأمريكي بسبب الرسوم الجمركية الصينية الانتقامية التي تصل إلى 125%.

من جهة أخرى، أكدت العديد من الشركات الأخرى أن الانتقال من الصين إلى الولايات المتحدة ليس بالأمر السهل.

ورغم أن بعض الشركات قد حاولت نقل إنتاجها بعيدًا عن الصين، فإنها ما زالت تعتمد بشكل كبير على هذه الدولة لتوريد الألعاب، بسبب التكاليف المنخفضة للعمالة والبنية التحتية المتطورة التي توفرها الصين.

وقد قال غريغ أهارن، الرئيس التنفيذي لجمعية الألعاب الأمريكية، إن صناعة الألعاب تعتمد على العمالة اليدوية المتخصصة، مما يجعل من الصعب استبدال الصين كمورد رئيسي لهذه الألعاب على المدى القصير.

وأضاف أن الشركات الصغيرة تجد من الأسهل الاستفادة من البنية التحتية الحالية في الصين بدلاً من بناء مصانع جديدة في الولايات المتحدة.

على الرغم من وجود بعض التصنيع المحلي في الولايات المتحدة، إلا أن تصنيع الألعاب بكفاءة في هذا البلد يتطلب تكلفة أعلى، ولا توجد بدائل سريعة لحل هذه الأزمة، خاصة مع زيادة الرسوم الجمركية إلى 145%.

التهديد لبقاء الصناعة أصبح أكثر وضوحًا مع اقتراب موسم الأعياد، حيث يواجه العديد من الشركات تحديات في تلبية الطلبات بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج. شركة “باسيك فان!”، التي تصنع دمى “كير بيرز” وشاحنات “تونكا”، أوقفت شحناتها بسبب هذه الأزمات، مما يهدد بقاءها في السوق في المستقبل القريب.

في النهاية، يبدو أن زيادة الرسوم الجمركية تضع صناعة الألعاب الأمريكية في مواجهة أزمة حقيقية قد تؤثر على توفر الألعاب في الأسواق وارتفاع أسعارها، مما يهدد بقاء العديد من الشركات الصغيرة في هذا القطاع.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى