توتر في سوق الأسهم الأمريكية..تراجع “إس آند بي 500” وتوقعات مستقبلية غامضة

تواجه أسواق الأسهم الأمريكية حالة من التوتر والقلق، خاصة بعد تراجع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 10%، مما أثار مخاوف المستثمرين بشأن المستقبل الاقتصادي.
وبينما يصعب تحديد السبب المباشر وراء هذه المخاوف، يظهر أن هناك عاملين رئيسيين يؤثران على الوضع: التقلبات السياسية والاعتماد الكبير على شركات التكنولوجيا الكبرى.
تتمثل أولى نقاط الضعف في التغيرات المستمرة في السياسات التجارية التي يتبعها البيت الأبيض، حيث أثرت بشكل مباشر على أداء الشركات، ما دفع بعض المسؤولين التنفيذيين إلى التعبير عن استيائهم علنًا.
النقطة الثانية تكمن في الاعتماد المفرط على شركات التكنولوجيا الكبرى، المعروفة بـ “العظماء السبعة”، التي تمثل حوالي ثلث وزن مؤشر “إس آند بي 500”.
وفي حال تعرض هذه الشركات لأي تباطؤ، فإن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على السوق ككل. خلال موجة البيع الأخيرة، شهدت أسهم “العظماء السبعة” تراجعًا بمعدل متوسط 14.4%، مما ساهم في نصف التراجع الإجمالي للمؤشر.
وفي المقابل، كانت أسهم الشركات الأخرى أفضل أداء، حيث سجل ربع الأسهم مكاسب، في حين بلغ متوسط انخفاض الأسهم الأخرى 6.6%.
ترتكز مخاوف المستثمرين على تباطؤ الاقتصاد الأمريكي واحتمالية استمرار ارتفاع التضخم. وعلى الرغم من أن الشركات الكبرى تتمتع بحماية نسبية بسبب حجمها الكبير، فإن أي تباطؤ في نمو أرباحها من مستويات استثنائية إلى معدلات نمو أكثر اعتيادية سيكون له تأثير كبير على المؤشر.
فمنذ عام 2015، نمت أرباح “العظماء السبعة” بمعدل سنوي بلغ 37% مقارنة بـ 8% لبقية الشركات، ومع التوقعات بتباطؤ نمو هذه الأرباح، قد تشهد السوق المزيد من التراجعات في المستقبل.
إن الأداء العام لمؤشر “إس آند بي 500” يعكس بشكل كبير هيمنة سبع شركات فقط، مما يجعله مؤشرًا غير دقيق لما يحدث في الاقتصاد والأسواق بشكل عام، حيث يعكس فقط أداء هذه الشركات الكبرى دون النظر إلى الأوضاع الاقتصادية الأخرى.