توتر جديد بين لندن وبروكسل بسبب مطالبة الاتحاد الأوروبي لبريطانيا بمساهمة مالية في ميزانيته

عاد التوتر ليخيّم على العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد مرور ستة أشهر فقط على قمة وندسور التي تعهّد خلالها الجانبان بفتح صفحة جديدة من التعاون، إذ يسعى الاتحاد الأوروبي حالياً إلى إلزام لندن بتقديم مساهمة مالية في ميزانيته للمرة الأولى منذ خروجها من الاتحاد.
وتشير تقارير إلى أن المفوضية الأوروبية تضغط على الدول الأعضاء لمناقشة، خلال اجتماع يوم الجمعة، مقترحٍ يدعو بريطانيا إلى المساهمة في صناديق التنمية الإقليمية الأوروبية، مقابل حصولها على تسهيلات تشمل تخفيف الفحوصات على المنتجات الزراعية والحيوانية، إلى جانب تعزيز تجارة الطاقة بأسعار أقل بين الطرفين.
غير أن هذا المقترح أثار حفيظة الجانب البريطاني، الذي يرى أن مثل هذه المطالب تتعارض مع روح اتفاق قمة وندسور، الذي كان يهدف إلى إنهاء سنوات من التوتر السياسي والاقتصادي عقب البريكست.
ووفقاً لصحيفة فاينانشيال تايمز، عبّر دبلوماسيون أوروبيون عن شكوكهم في “حسن نية” لندن، بعد أن تباطأت المفاوضات بشأن عدد من الملفات الحساسة، منها اتفاق برنامج الخبرة الشبابية الذي يسمح للشباب بالتنقل بين الجانبين للعمل والدراسة — وهو موضوع حساس للحكومة البريطانية التي تواجه ضغوطاً داخلية لخفض معدلات الهجرة.
كما اتهمت مصادر أوروبية بريطانيا بالمماطلة في العودة إلى برنامج التبادل الطلابي الأوروبي، بعدما طالبت لندن بخصم 50% من رسوم المشاركة، وهو ما اعتبرته العواصم الأوروبية طلباً غير واقعي.
في المقابل، يصرّ الاتحاد الأوروبي على أن تستفيد الشركات البريطانية من برنامج الدفاع الأوروبي (SAFE) — الذي تبلغ قيمته 150 مليار يورو — فقط في حال مساهمة المملكة المتحدة بمبلغ يصل إلى 6.5 مليارات يورو (نحو 7.5 مليارات دولار)، ضمن إطار “ميثاق الدفاع والأمن” الذي تم إقراره في مايو الماضي.
وتُنذر هذه الخلافات المتجددة بإعادة العلاقات بين لندن وبروكسل إلى مربع التوتر، بعد فترة قصيرة من التفاؤل الحذر الذي ساد عقب التفاهمات الأخيرة.




