تقرير : بطالة الشباب تتجاوز 37% والمغرب يخسر طاقاته البشرية الواعدة

كشف تقرير صدر مؤخرًا عن “المركز الإفريقي للدراسات الإستراتيجية والرقمية” عن صورة مقلقة لـ سوق الشغل المغربي، مؤكدًا أن البلاد تدخل عام 2025 بمستويات مقلقة من البطالة الهيكلية.
الأرقام تتحدث بصراحة: فقد سجل المعدل الوطني للبطالة 12.8%. لكن الأزمة تتعمق وتصبح أكثر حدة بين شرائح بعينها،
إذ ترتفع نسبة البطالة لتلامس 37% بين الشباب، وتصل إلى 20% لدى النساء.
هذه الفوارق الصارخة لا تشير فقط إلى أزمة وظائف، بل تؤكد وجود فجوة بنيوية واضحة في استيعاب الكفاءات الواعدة التي يزخر بها المجتمع المغربي.
تحت عنوان “سوق الشغل المغربي: هشاشة الحاضر وفرص الغد”، يسلط التقرير الضوء على ضعف معدل النشاط الاقتصادي الوطني، الذي لا يزال من الأدنى إقليميًا، حيث يشارك 43% فقط من السكان في سن العمل في الدورة الاقتصادية.
أما المشاركة النسائية، فتبقى دون التطلعات، إذ تقل عن 18%. هذا المعطى يمثل دليلاً على وجود طاقات بشرية هائلة غير مستغلة يمكن أن تشكل قاطرة للنمو.
إلى جانب البطالة الصريحة، يواجه حوالي 1.25 مليون شخص تحدي “نقص الشغل”، وهو ما يعني العمل لساعات جزئية بشكل غير مرغوب فيه أو الوقوع في فخ البطالة المقنعة.
لكن التحدي الأكبر يظل في جودة العمل؛ حيث يعاني ثلثا العاملين في القطاع غير المهيكل من غياب تام لأدنى مستويات الحماية الاجتماعية والحقوق الأساسية، مما يضعهم وعائلاتهم في مهب الريح أمام أي تقلبات اقتصادية أو صحية.
وفي الختام، يؤكد التقرير أن هذه المؤشرات ليست مجرد أرقام إحصائية عابرة، بل هي انعكاس لتحديات بنيوية عميقة تتطلب معالجة فورية ترتكز على إدماج الشباب والنساء بشكل فعال في نسيج الاقتصاد، وتوفير وظائف لائقة تضمن مستوى أفضل من جودة الحياة للجميع.
إنه نداء صريح لصانعي القرار لبلورة استراتيجيات أكثر شمولية لمعالجة هذه “القنبلة الموقوتة” قبل أن تتفاقم.