اقتصاد المغربالأخبار

تقرير : المغرب يقود انتعاش شمال إفريقيا الاقتصادي وسط تحول نحو قطاعات عالية القيمة

أظهر تقرير حديث لصندوق النقد الدولي توقعات إيجابية لدول شمال إفريقيا، حيث يُتوقع أن يصل معدل النمو الاقتصادي إلى نحو 4% في 2025، متفوقاً على متوسط القارة الإفريقية البالغ 3.9% ومتوسط المنطقة العربية عند 2%.

وتبرز المملكة المغربية كأحد ركائز النمو في المنطقة، بحسب تقرير مجلة “كلوبال فاينانس”، مدعومة بإصلاحات اقتصادية تدريجية عززت الاستثمار الخاص وارتقت بالبنية التحتية والصناعات الاستراتيجية.

فخلال العقدين الماضيين، نجح المغرب في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة بفضل استقراره السياسي، مستقطباً مصانع ومقار إقليمية لشركات عالمية مثل سيمنس، أسترازينيكا، يونيليفر، وبروكتر أند غامبل.

وتتوقع المجلة أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي المغربي زيادة بنسبة 3.9% خلال 2025، مدفوعاً بتحول المملكة نحو قطاعات عالية القيمة مثل الطاقات المتجددة، صناعة السيارات، الطيران، والأدوية.

كما توسعت المصارف المغربية لتشمل أكثر من 25 دولة إفريقية، ما جعل المملكة جسراً مالياً بين أوروبا وأفريقيا جنوب الصحراء، بمؤسسات رائدة مثل التجاري وفا بنك، البنك الشعبي المركزي، وبنك إفريقيا.

وفي السياق ذاته، تحافظ مصر على دورها كقوة اقتصادية رئيسية في المنطقة، مع توسع مصارفها شرقاً نحو كينيا وإثيوبيا، وتصدير أكثر من 20% من إنتاجها الصناعي والدوائي إلى إفريقيا جنوب الصحراء. ويبرز نموذج Pharco Pharmaceuticals المصرية، التي نجحت في تطوير لقاحات معترف بها عالمياً وتوسيع نطاق صادراتها.

على النقيض، تواجه تونس، الجزائر، ليبيا، وموريتانيا تحديات هيكلية، تشمل بطء الإصلاحات البنكية، قيود الاستثمار الأجنبي، والاعتماد على الموارد الريعية، رغم تحسن تصنيف تونس لدى وكالة موديز إلى Caa1.

وأشار التقرير إلى مؤشرات تكامل اقتصادي تدريجي في المنطقة مدفوع بالمصالح التجارية المشتركة، مع صعود واضح للمالية الرقمية في القاهرة والدار البيضاء، ما جذب شركات التكنولوجيا المالية والمستثمرين العالميين. وتسهم جهود الرقمنة في خفض التكاليف التشغيلية بنسبة تصل إلى 30%، مع توجه متزايد نحو التمويل الأخضر والمشاريع الزراعية المستدامة.

ويخلص التقرير إلى أن شمال إفريقيا يواصل تعزيز موقعه الاقتصادي بقيادة المغرب كمحور لوجستي وتجاري، مع تأكيد أن التحدي الرئيس يكمن في تحويل النمو الاقتصادي إلى تنمية شاملة تضمن عدالة اجتماعية وفرصاً حقيقية للأجيال الشابة.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى