تقرير : المبادرة الأطلسية…بوابة المغرب نحو استقرار وازدهار المنطقة

أصدر مركز السياسات للجنوب الجديد تقريرًا بحثيًا جديدًا يسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية للمبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس.
التقرير، الذي يحمل عنوان “المبادرة الأطلسية وعلاقات المغرب موريتانيا: فرص استراتيجية وتحديات مشتركة”، يؤكد أن المشروع ليس مجرد بنية تحتية، بل هو محرك للتكامل الإفريقي، ويهدف إلى فتح شرايين تجارية جديدة لدول الساحل، مع وضع موريتانيا في موقع محوري.
يشير التقرير، الذي أعده الباحثان فدوى عماري ورضا الياموري، إلى أن المبادرة تهدف إلى تمكين دول حبيسة مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد من الوصول إلى المحيط الأطلسي عبر الموانئ المغربية.
ويقترح المغرب إنشاء ممرات لوجستية تربط قلب الساحل بميناء الداخلة الأطلسي، مما سيعزز النمو الاقتصادي ويحفز التجارة الإقليمية.
ويرى الباحثان أن هذا المشروع لا يقتصر على الجانب الاقتصادي، بل يمثل أيضًا استجابة للتهديدات الأمنية المتزايدة في المنطقة. كما أنه يعزز دور المغرب الإقليمي بعد قرار المملكة التراجع عن الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
يضع التقرير موريتانيا في قلب التحولات الإفريقية، مشيرًا إلى أنها يمكن أن تصبح بوابة رئيسية للتدفقات التجارية بفضل موقعها الجغرافي.
لكنه في الوقت نفسه يحذر من التحديات الدبلوماسية، خاصة فيما يتعلق بـ”الحياد الهش” لموريتانيا تجاه قضية الصحراء المغربية، والذي لا يزال مصدر توتر مع الرباط.
ويوضح التقرير أن استخدام ميناء الداخلة من قبل موريتانيا قد يُنظر إليه كاعتراف ضمني بسيادة المغرب على المنطقة، خاصة بعد أن افتتحت دول مثل بوركينا فاسو وتشاد قنصليات في الداخلة، مما يشير إلى تحول في مواقف هذه الدول.
يبرز التقرير النمو المتزايد في العلاقات الاقتصادية بين المغرب وموريتانيا، حيث تضاعفت الصادرات المغربية إلى موريتانيا لتصل إلى 322 مليون دولار في عام 2022.
كما يسلط الضوء على مشاريع استراتيجية مشتركة، مثل اتفاق الربط الكهربائي وخط الغاز نيجيريا-المغرب الذي سيمر عبر المياه الموريتانية.
على الصعيد الأمني، يحذر التقرير من مخاطر الإرهاب في منطقة الساحل، التي سجلت أكثر من نصف الوفيات المرتبطة بالإرهاب عالميًا في عام 2024.
ويدعو إلى تعزيز التعاون العسكري بين البلدين من خلال تبادل المعلومات والتدريبات المشتركة لمواجهة هذا التهديد.
ويخلص التقرير إلى أن نجاح المبادرة الأطلسية يتطلب مواجهة التحديات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية بشكل مشترك، بهدف تحويل المنطقة إلى فضاء للاستقرار والازدهار.




