ترامب يوقف مواعيد تأشيرات الطلاب الأجانب تمهيدًا لتوسيع فحص وسائل التواصل الاجتماعي

أصدرت إدارة الرئيس دونالد ترامب تعليمات عاجلة لسفارات الولايات المتحدة حول العالم بوقف حجز مواعيد جديدة لمقابلات تأشيرات الطلاب والزائرين الأكاديميين، في خطوة تمهيدية لتطبيق فحص أوسع وأكثر شمولًا لوسائل التواصل الاجتماعي على جميع المتقدمين الدوليين للحصول على التأشيرات.
وجاء في برقية رسمية صادرة عن وزارة الخارجية يوم الثلاثاء أن الأقسام القنصلية مُطالبة بـ”تعليق إضافة أي سعة إضافية لمواعيد تأشيرات الطلاب أو الزائرين الأكاديميين (الفئات F، M، J) حتى صدور توجيهات جديدة خلال الأيام المقبلة”.
وأفادت تقارير صحف Politico وThe Guardian بأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تأخيرات كبيرة في منح التأشيرات، وهو ما قد يضر بجامعات الولايات المتحدة التي تعتمد بشكل كبير على الطلاب الدوليين كمصدر رئيسي للتمويل، في ظل اتهامات متكررة من إدارة ترامب بأن هذه الجامعات تتبنى “أيديولوجيات يسارية متطرفة”.
وأكد نص البرقية أن وزارة الخارجية تقوم بمراجعة شاملة للإجراءات الحالية الخاصة بفحص طلبات تأشيرات الطلاب والزائرين الأكاديميين، مشيرة إلى استعدادها لإصدار تعليمات جديدة توسع نطاق التدقيق ليشمل مراجعة جميع حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للمتقدمين.
يأتي هذا الإجراء في تصعيد واضح بعد أن أصبحت مراجعة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي إلزامية منذ مارس الماضي، خصوصًا للطلاب الذين شاركوا في احتجاجات جامعية مؤيدة للقضية الفلسطينية.
حيث يُطلب من الضباط القنصليين البحث عن أي علامات تدل على دعم “أنشطة إرهابية أو تنظيم إرهابي” — وهو تعريف قد يشمل مجرد التعبير عن التضامن مع فلسطين، حسب وثيقة سابقة حصلت عليها صحيفة The Guardian.
كما تضمنت التعليمات السابقة ضرورة توثيق أي محتوى قد يُعتبر مشبوهًا أو مسيئًا عبر التقاط صور شاشة، حتى لو قام المتقدم بحذف هذا المحتوى لاحقًا.
أما التوسعة الجديدة فتشمل الآن فحصًا إلزاميًا لجميع المتقدمين للحصول على تأشيرات الطلاب، دون النظر إلى خلفياتهم السياسية، مع تدقيق منشوراتهم وتعليقاتهم على منصات مثل إنستغرام، إكس (تويتر سابقًا)، وتيك توك، بحثًا عن أي محتوى يُهدد الأمن القومي.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن موقف الإدارة الرافض بشدة لأي شكل من أشكال معاداة السامية.
من جهته، صرح السيناتور ماركو روبيو، المسؤول عن ملف السياسة الخارجية، أمام مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي بأن وزارته ألغت آلاف التأشيرات منذ بدء تطبيق هذه الإجراءات، بعد أن كانت الحالات التي تم الإبلاغ عنها في مارس فقط حوالي 300 حالة، مشيرًا إلى وجود حاجة ماسة لاتخاذ المزيد من الخطوات.
في الوقت نفسه، تحذر جمعية NAFSA المختصة في التعليم الدولي من أن الولايات المتحدة تستضيف أكثر من مليون طالب أجنبي، ساهموا بـ43.8 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي خلال عامي 2023 و2024، ودعموا أكثر من 378 ألف وظيفة.
إلا أن هذا التجميد في منح التأشيرات يهدد بزيادة التحديات التي تواجهها مؤسسات التعليم العالي الأمريكية، التي تعاني بالفعل من تراجع في أعداد الطلاب الدوليين.