تراجع مفاجئ يضرب سوق البندق المقشر في المغرب بعد تسع سنوات من النمو المتواصل

بعد فترة ازدهار دامت تسع سنوات، تلقت سوق البندق المقشر في المغرب “صدمة” تراجع مفاجئ خلال عام 2024، وفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن منصة “IndexBox” المتخصصة في تحليل الأسواق العالمية.
وأفادت المنصة بأن القيمة السوقية للبندق المقشر شهدت انخفاضاً حاداً مقارنة بالذروة التي سجلتها في عام 2023، لينهي القطاع بذلك سلسلة نمو متتالية.
ويأتي هذا التراجع في القيمة رغم استمرار الزخم في الاستهلاك المحلي، الذي حافظ على نموه خلال الفترة نفسها، مما يشير إلى وجود فجوة بين العرض والطلب أو تحول في ديناميكيات الأسعار العالمية والمحلية.
لم يقتصر التراجع على القيمة السوقية، بل امتد ليطال قطاع الإنتاج المحلي. فقد أشار تقرير “IndexBox” إلى أن إنتاج البندق المقشر في المغرب سجل تراجعاً واضحاً في عام 2024، ليقطع بذلك مسار التوسع المستمر الذي بدأ منذ عام 2012.
و لفت التقرير إلى أن القطاع عانى من تقلبات متكررة في حجم الإنتاج، حيث بلغ أعلى مستوياته في عام 2016 قبل أن يشهد انخفاضاً تدريجياً في السنوات الأخيرة.
على صعيد التجارة الخارجية، شهدت صادرات البندق المغربي المقشر انخفاضاً حاداً وغير مسبوق في عام 2024، بعد عامين من الارتفاع. وأرجع التقرير هذا التدهور إلى سببين رئيسيين: تقلص الطلب الخارجي، وتراجع القدرة التنافسية للمنتج المغربي في الأسواق الأوروبية الحيوية.
وظلت لوكسمبورغ، على الرغم من هذا الانخفاض، الوجهة الرئيسية للبندق المغربي، حيث استحوذت على الحصة الأكبر من إجمالي الصادرات، ولكن قيمتها تراجعت بشكل ملحوظ مقارنة بالعام السابق.
و على الجانب المقابل، سجلت واردات المغرب من البندق المقشر انخفاضاً في عام 2024، لتضع حداً لسلسلة من الارتفاعات المتتالية التي استمرت لتسع سنوات كاملة.
ومع ذلك، تؤكد البيانات أن الواردات قد واصلت نموها الإجمالي على مدى العقد الأخير، حيث بلغت مستويات قياسية في السنوات السابقة، خاصة في عام 2020.
وفيما يتعلق بمصادر الاستيراد، حافظت تركيا على موقعها المهيمن كمورد رئيسي للبندق المقشر إلى المغرب، متفوقة بعشرة أضعاف على حجم الواردات القادمة من إيطاليا التي حلت في المركز الثاني، تليها إسبانيا في المرتبة الثالثة. وشكلت تركيا أيضاً المورد الأكبر من حيث القيمة المالية الإجمالية.
وفي سياق لافت، سجلت أسعار الاستيراد ارتفاعاً ملحوظاً خلال 2024، مع تسجيل أعلى معدل سعر في البندق القادم من تركيا، بينما جاءت الواردات من إسبانيا بأدنى معدل، مما يعكس تباين سياسات التسعير والجودة بين الدول الموردة.