تراجع اليوان يعمّق العجز الأوروبي ويخفف الضغوط على الولايات المتحدة

أكد وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أن ضعف اليوان الصيني يشكل ضغطاً أكبر على اقتصادات أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة.
ولفت الوزير خلال تصريحاته في مدريد عقب محادثات تجارية مع نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفنغ، إلى أن العملة الصينية سجلت مستويات قياسية من الانخفاض مقابل اليورو، بينما حافظت على استقرار نسبي أمام الدولار الأمريكي.
وأوضح بيسنت أن الرسوم الجمركية الأمريكية ساهمت في تقليص العجز التجاري مع الصين، حيث انخفضت التجارة الثنائية بين البلدين بنسبة 14% منذ بداية العام. في المقابل، شهدت تجارة الصين مع أوروبا زيادة بنحو 7% خلال نفس الفترة، ما أدى إلى اتساع الفجوة في الميزان التجاري الأوروبي.
وأشار الوزير إلى أن اليوان شهد تحسناً أمام الدولار منذ بداية العام، حيث انتقل من 7.3 يوان للدولار في يناير إلى حوالي 7.1 يوان حالياً. أما أمام اليورو، فقد انخفضت قيمة اليوان إلى مستوى يتجاوز 8.4، وهو أدنى مستوى تاريخي تقريباً، ما أعطى دفعة كبيرة للصادرات الصينية في الأسواق الأوروبية على حساب المنتجين المحليين.
وعن احتمال تدخل بكين في تحديد سعر الصرف، شدد بيسنت على أن اليوان يظل “عملة مُدارة بإحكام” من قبل السلطات الصينية، مما يجعل مراقبة تحركاته أكثر تعقيداً للشركاء التجاريين.
ويرى محللون أن استمرار ضعف اليوان أمام اليورو قد يزيد من الضغوط الاقتصادية بين الصين والاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل القلق الأوروبي من ارتفاع واردات السلع الصينية منخفضة التكلفة، والتي تؤثر على الصناعات المحلية وتفاقم العجز التجاري.