تحديات استيعاب الطاقة المتجددة في الصين تؤدي إلى هدر متزايد رغم توسع الإنتاج

على الرغم من النمو الهائل في إنتاج الطاقة المتجددة في الصين، تواجه البلاد مشكلة متزايدة تتمثل في هدر كميات كبيرة من الكهرباء المنتجة من مصادر الرياح والطاقة الشمسية، نتيجة لضعف قدرة شبكة الكهرباء على استيعاب هذه الكميات ونقلها بكفاءة.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن الإدارة الوطنية للطاقة الصينية، ارتفعت نسبة إهدار الطاقة الشمسية إلى 5.7% خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بنسبة 3% في الفترة نفسها من العام السابق. كما سجلت طاقة الرياح نسبة إهدار بلغت 6.6%، مقارنة بـ3.9% في نفس الفترة السابقة.
يحدث هذا الهدر عادة عندما يتجاوز حجم الإنتاج القدرة الاستيعابية للاستهلاك أو عندما تواجه الشبكة صعوبة في نقل الكهرباء لمسافات طويلة، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة مثل التبت، شينجيانغ وتشينغهاي، حيث يتم توليد كميات كبيرة من الكهرباء المتجددة.
وفي محاولة لمواجهة هذا التحدي، رفعت السلطات الصينية الحد المقبول لنسبة الإهدار إلى 10% بدلًا من 5%، مراعاةً للفارق الزمني بين إنشاء مشاريع الطاقة وربطها بشبكة الكهرباء، إلا أن بعض المقاطعات تجاوزت هذه النسبة بشكل كبير، مما يهدد استقرار الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة إذا لم يتم معالجة هذه الفجوة سريعًا.
تتطلب معالجة هذه المشكلة استثمارات هائلة في تحديث وتطوير البنية التحتية لشبكات الكهرباء. في هذا السياق، تعتزم شركة الكهرباء الوطنية الصينية ضخ أكثر من 650 مليار يوان (نحو 90 مليار دولار) هذا العام، وذلك ضمن خطة تشمل تمويل مشروعات خطوط الجهد الفائق، التي تعد من أكبر مشاريع الشركة، حيث يبلغ عدد هذه الخطوط حاليا 43 خطًا.
يُعد تحسين كفاءة شبكة الكهرباء وتوسيع قدرتها الاستيعابية خطوة حاسمة لضمان استدامة التوسع في قطاع الطاقة المتجددة، وتقليل الفاقد، ودعم أهداف الصين في تحقيق الحياد الكربوني.