بيتر شيف: الرسوم الجمركية أضعفت الدولار وجعلت الأميركيين أفقر والأوروبيين أغنى

شنّ الخبير الاقتصادي المعروف بيتر شيف، كبير الاقتصاديين والاستراتيجيين العالميين في مؤسسة يوروباك، هجوماً لاذعاً على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبراً أنها أدت إلى إضعاف الدولار الأميركي أمام اليورو، وأسهمت في تراجع القوة الشرائية للأميركيين مقابل تعزيزها للأوروبيين.
وفي منشور عبر حسابه على منصة إكس (تويتر سابقاً)، أوضح شيف أن اليورو تجاوز 1.14 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاث سنوات، مشيراً إلى أن الدولار فقد 5.5% من قيمته أمام العملة الأوروبية منذ إعلان ترامب فرض الرسوم الجمركية. وأضاف:
“باتت الواردات الأوروبية تكلف الأميركيين 15.5% أكثر، نتيجة 10% من الرسوم و5.5% من انخفاض الدولار”.
وحذّر شيف من أن المستهلك الأميركي بات على حافة الإفلاس، قائلاً:
“مع تراجع قيمة الدولار، يفقد الأميركيون قدرتهم الشرائية لصالح الخارج، ويستفيد الأوروبيون الآن من هذا التحول بشراء المزيد من السلع، بينما يشتري الأميركيون أقل”.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن سكان الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم نحو 450 مليون نسمة باتوا أكثر قدرة على الاستهلاك مقارنة بـ340 مليون أميركي، موضحاً أن أوروبا والصين ستستفيدان من هذا التحول، إذ بات بإمكان الصين بيع منتجاتها لأوروبا بعدما تراجعت قدرة الأميركيين على شرائها.
وفي ختام حديثه، وجّه شيف انتقاداً حاداً لمستشاري ترامب الاقتصاديين قائلاً:
“هؤلاء نصحوه بأن الرسوم الجمركية ستقوي الدولار، لكن ما حدث هو العكس. الدولار ينهار. على ترامب إقالة جميع مستشاريه الاقتصاديين فوراً”.
يرى شيف أن نتائج هذه السياسات تؤكد فشل الرهان على الحمائية الاقتصادية، داعياً إلى مراجعة شاملة للنهج الاقتصادي الأميركي في ظل التحولات الكبرى في موازين التجارة العالمية.