العملات الرقمية

بعد 17 عاماً من انطلاقها… البيتكوين تثبت متانتها وتتحول إلى ركيزة في النظام المالي العالمي

أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن عملة البيتكوين أصبحت اليوم أكثر استقرارًا وقوة من أي وقت مضى، مشيرًا إلى أنها تمكنت من ترسيخ مكانتها رغم كل الأزمات التي واجهتها منذ ظهورها قبل سبعة عشر عامًا.

وقال بيسنت في منشور عبر منصة X إن “البيتكوين بعد 17 عامًا من نشر ورقتها البيضاء ما زالت تعمل بكفاءة وباتت أكثر صلابة من أي وقت مضى”، مضيفًا أن استمرار تشغيل شبكتها دون انقطاع منذ تأسيسها يشكل دليلاً دامغًا على متانة النموذج المالي اللامركزي الذي ابتكره ساتوشي ناكاموتو.

ويصادف هذا التصريح الذكرى السابعة عشرة لإطلاق البيتكوين في 31 أكتوبر 2008، حين نشر ناكاموتو ورقته البحثية الشهيرة “Bitcoin: A Peer-to-Peer Electronic Cash System”، التي أسست لمفهوم النظام المالي اللامركزي القائم على تقنية البلوكتشين، وحددت سقف الإصدار عند 21 مليون وحدة فقط.

وخلال هذه السنوات، انتقلت البيتكوين من كونها مشروعًا تجريبيًا إلى أن أصبحت أحد أهم الأصول الرقمية في العالم، إذ تجذب اليوم اهتمام البنوك الاستثمارية والمؤسسات الكبرى جنبًا إلى جنب مع المستثمرين الأفراد.

وعلى الرغم من التقلبات الكبيرة التي طبعت مسارها السعري، إلا أنها أثبتت قدرتها على الصمود في وجه الأزمات والانهيارات السوقية، ما جعلها تُعتبر “الذهب الرقمي” وملاذًا آمناً في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي.

ويرى محللون أن تصريحات وزير الخزانة الأمريكي تعكس تحولاً ملحوظًا في الموقف الرسمي تجاه العملات الرقمية، حيث لم تعد تُعامل كظاهرة هامشية أو فقاعة مضاربية، بل كأصل استراتيجي يفرض نفسه في المشهد المالي العالمي.

كما يُتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة توسعاً في الأطر التنظيمية والاعتراف القانوني بالبيتكوين وسائر العملات المشفرة في الأسواق الأمريكية والدولية.

ومع دخول البيتكوين عامها الثامن عشر، يتعزز الاعتقاد بأنها لم تعد مجرد عملة رقمية، بل رمز للاستقلال المالي والابتكار التكنولوجي، ونقطة تحول في مسار تطور المال عبر التاريخ.

وبينما تتوسع البنية التحتية الرقمية ويزداد اعتماد المؤسسات المالية عليها، يبدو أن رحلة البيتكوين نحو ترسيخ موقعها في النظام المالي العالمي لا تزال في بدايتها فقط.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى