اليورو يقفز لأعلى مستوياته منذ أربع سنوات والدولار يتراجع وسط توترات سياسية أمريكية

شهد اليورو صعودًا قويًا خلال تعاملات الخميس في الأسواق الأوروبية، مواصلًا سلسلة مكاسبه لليوم السادس على التوالي أمام الدولار الأمريكي، ومسجلًا أعلى مستوياته منذ عام 2021 بعد تخطيه حاجز 1.17 دولار.
وجاء هذا الأداء الإيجابي بدعم من الإقبال على اليورو كملاذ بديل في ظل تزايد الشكوك بشأن استقلالية السياسة النقدية الأمريكية.
وتصاعدت المخاوف لدى المستثمرين بعد هجوم لاذع شنه الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وتزايد التكهنات الإعلامية باحتمال إقالة باول قريبًا وتسمية بديل له خلال سبتمبر أو أكتوبر القادمين.
في الوقت نفسه، هدأت التوقعات بشأن خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة خلال شهر يوليو المقبل، في ظل غياب إشارات حاسمة على تبني سياسة نقدية أكثر تيسيرًا خلال النصف الثاني من العام الجاري.
سجّلت العملة الأوروبية الموحدة ارتفاعًا بنسبة 0.5% مقابل الدولار لتصل إلى 1.1717 دولار، مقارنة بسعر الافتتاح عند 1.1659 دولار.
وخلال تعاملات الأمس، صعد اليورو بنسبة 0.45% مستفيدًا من تحسّن شهية المخاطرة لدى المتداولين مع استمرار اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وإيران.
أما مؤشر الدولار، فقد واصل تراجعه لليوم الرابع على التوالي، منخفضًا بنسبة 0.45% إلى مستوى 97.27 نقطة، وهو الأدنى له منذ ثلاث سنوات.
وجاءت الخسائر المتزايدة للمؤشر على خلفية تسارع عمليات بيع العملة الأمريكية وسط توترات متصاعدة حيال استقرار الاقتصاد الأمريكي والسياسة النقدية بعد التصريحات الحادة لترامب.
في تصريحات نارية، وصف ترامب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأنه “سيئ”، لعدم موافقته على خفض أسعار الفائدة بوتيرة أسرع، مشيرًا إلى احتمال إقصائه من منصبه قريبًا.
وعلى النقيض من ذلك، حذر باول أعضاء الكونغرس من أن أي تسرّع في تخفيض الفائدة قد يزيد من مخاطر التضخم، خاصة إذا تم تطبيق سياسات ترامب بشأن التعريفات الجمركية.
و في تعليق على هذه التطورات، أشار كيران ويليامز، رئيس قسم أسواق العملات الأجنبية لدى “إن تاتش كابيتال ماركتس”، إلى أن الأسواق ستتابع بقلق أي تحركات مبكرة لعزل باول، إذ من شأن ذلك أن يُضعف استقلالية البنك المركزي ويضر بمصداقيته على المدى البعيد.
وأوضح ويليامز أن ذلك سيجبر المستثمرين على إعادة تقييم توقعاتهم بشأن أسعار الفائدة، ما يزيد الضغوط على الدولار الأمريكي ويدفع إلى تقلبات أوسع في أسواق الصرف.