اليورو يرتفع مؤقتًا في أوروبا وسط ترقب بيانات التضخم وخسائر شهرية قريبة

ارتفع اليورو يوم الخميس في الأسواق الأوروبية مقابل سلة من العملات، محققًا أول مكاسب خلال ستة أيام مقابل الدولار الأمريكي، في محاولة للتعافي من أدنى مستوياته خلال الشهرين الماضيين، مع تنشيط عمليات الشراء عند المستويات المنخفضة. ومع ذلك، يظل اليورو معرضًا لتسجيل أول خسارة شهرية في عام 2025.
ويترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الرئيسية في ألمانيا خلال يوليو اليوم، قبل صدور بيانات مماثلة على مستوى منطقة اليورو غدًا، والتي من المتوقع أن تقدم مؤشرات حاسمة حول إمكانية خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة في سبتمبر المقبل.
و ارتفع اليورو مقابل الدولار بنسبة 0.35% إلى 1.1443 دولار، مقارنة بسعر الافتتاح عند 1.1403 دولار، مع تسجيل أدنى مستوى عند 1.1402 دولار.
في الجلسة السابقة، انخفض اليورو بنسبة 1.25%، مسجلاً خامس خسارة يومية متتالية وأدنى مستوى خلال شهرين عند 1.1400 دولار، مدفوعًا ببيانات أمريكية قوية واجتماع تشديدي للاحتياطي الفيدرالي.
خلال تعاملات يوليو، والتي تُختتم اليوم، انخفض اليورو نحو 2.9% مقابل الدولار، في طريقه لتسجيل أول خسارة شهرية منذ ديسمبر 2024.
تعزى هذه الخسائر إلى عمليات تصحيح وجني أرباح بعد وصول العملة إلى أعلى مستوى في أربع سنوات عند 1.1830 دولار في بداية الشهر.
مخاوف متزايدة من تداعيات التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التي قد تؤدي إلى تباطؤ اقتصادي في منطقة اليورو.
انتقادات ألمانية وفرنسية حادة جاءت مؤخراً تجاه اتفاقية التجارة الأخيرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي أُعلنت هذا الأسبوع.
أبقى البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي على سعر الفائدة الرئيسي عند 2.15%، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2022، بعد خفضه للمرة السابعة على التوالي في الاجتماع السابق.
تبنى البنك موقف “الانتظار والترقب” لتقييم التطورات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قبل اتخاذ خطوات إضافية.
أكدت رئيسة البنك المركزي، كريستين لاجارد، أن اقتصاد منطقة اليورو أظهر مرونة رغم حالة الضبابية العالمية، وأن البنك في وضع انتظار لاتخاذ قرارات جديدة.
كشفت مصادر لـ”رويترز” عن تفضيل أغلبية أعضاء البنك المركزي الأوروبي إبقاء أسعار الفائدة دون تعديل في سبتمبر، مما يجعل الاجتماع المقبل الثاني على التوالي بدون تغيير.
تراجع توقعات السوق لاحتمال خفض الفائدة في سبتمبر من 50% إلى أقل من 30%، مما يعكس حالة الحذر لدى المستثمرين.
يبقى اليورو محط أنظار الأسواق في الأيام المقبلة مع ترقب بيانات التضخم وقرارات السياسة النقدية، وسط تحديات تجارية وسياسية تؤثر على الأداء الاقتصادي في المنطقة.