الاقتصاديةالتكنولوجيا

اليابان تطلق أبولو الأخضر..التمثيل الضوئي الصناعي كحل عالمي لتحديات الطاقة والمناخ

في ظل أزمة مناخية متصاعدة وارتفاع مستمر في الطلب العالمي على الطاقة، تتخذ اليابان خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر استدامة، عبر مشروع وطني يوازي برنامج “أبولو” الفضائي الأمريكي، لكنه مخصص هذه المرة لتقنية التمثيل الضوئي الاصطناعي.

تكمن فكرة المشروع في محاكاة عملية التمثيل الضوئي الطبيعية، التي تحول ضوء الشمس والماء وثاني أكسيد الكربون إلى مركبات عضوية ووقود، ولكن على نطاق صناعي قابل للتطبيق التجاري.

التقنية الجديدة لا تقتصر على إنتاج الطاقة النظيفة، بل تتيح أيضًا إزالة الكربون من الغلاف الجوي، مما يجعلها من أبرز الحلول لإحداث انبعاثات سلبية فعلياً.

يركز المشروع على استغلال الموارد الطبيعية الوفيرة، مثل الشمس والماء وثاني أكسيد الكربون، لإنتاج مركبات عضوية ووقود نظيف، مع الجمع بين الابتكار العلمي والتخطيط الاستراتيجي على غرار برنامج أبولو، بما يعكس الطموح البشري لتحقيق المستحيل.

تشير البيانات إلى أن مستويات ثاني أكسيد الكربون ارتفعت من 280 جزءاً في المليون قبل الثورة الصناعية إلى نحو 430 حاليًا، مع تأثيرات واضحة على درجات الحرارة، الأعاصير، الحرائق، والجفاف.

Japan's ispace commercial moon landing attempt fails to make history

هنا يأتي دور التمثيل الضوئي الاصطناعي كحل مبتكر لإنتاج الطاقة والوقود النظيف، والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقليل الانبعاثات الضارة.

وضعت اليابان جدولًا زمنيًا يمتد حتى 2040 لتطبيق التقنية على مراحل:

  • تنفيذ جزئي بحلول 2030.

  • إنتاج واسع النطاق للمركبات الأساسية والمركبات عالية القيمة بحلول 2040.

يولي المشروع اهتمامًا خاصًا لتطوير التحفيز الكهروكيميائي والتحفيز الضوئي، مع توفير دعم مالي لإنشاء منشآت تجريبية وتعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات الأكاديمية.

حتى الآن، أظهرت التجارب قدرة التقنية على إنتاج مركبات قيّمة مثل العطور، بينما يبقى التحدي الأكبر هو إنتاج الإيثانول بتكلفة اقتصادية تنافس الوقود الأحفوري، وهو ما سيمثل مصدر طاقة جديدًا ويجعل إزالة الكربون من الغلاف الجوي حقيقة ملموسة.

إلى جانب الفوائد البيئية، يحمل المشروع أبعادًا اقتصادية استراتيجية مهمة، في ظل تراجع ترتيب اليابان في الناتج المحلي الإجمالي للفرد من المركز الثاني عالميًا عام 2000 إلى المركز 38 عام 2024، إضافة إلى التحديات الديمغرافية الناتجة عن انخفاض عدد السكان وارتفاع متوسط العمر.

يهدف المشروع إلى تعزيز الابتكار وزيادة الإنتاجية الوطنية، مع إمكانية التوسع عالميًا وفتح أسواق جديدة في آسيا وأفريقيا، وتقليل التوترات الجيوسياسية الناتجة عن الاعتماد على الوقود الأحفوري.

يمكن للتمثيل الضوئي الاصطناعي أن يصبح محركًا للنمو الاقتصادي العالمي، كما فعل برنامج أبولو في الابتكار الصناعي، لكنه يحتاج إلى استثمار وطني ضخم يقارب تريليون ين سنويًا، أي ما يعادل استثمارات الولايات المتحدة في برنامج أبولو بعد تعديل القيمة للعملة الحالية.

مشروع “أبولو الياباني” للتمثيل الضوئي الصناعي يمثل مزيجًا مثاليًا من الابتكار البيئي والتنافسية الاقتصادية، ويعيد اليابان إلى صدارة القيادة العلمية، مقدماً للعالم حلًا مستدامًا لتحديات المناخ والطاقة.

نجاح المشروع لا يعني مجرد الانتقال إلى الطاقة النظيفة، بل يشكل تحولًا استراتيجيًا يضمن مستقبلًا آمنًا ومستدامًا للبشرية على المستويين الاقتصادي والبيئي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى