النفط يتراجع بفعل مخاوف فائض المعروض رغم توقعات أوبك بثبات الطلب العالمي

شهدت أسعار النفط تراجعًا في تعاملات الجمعة، متأثرة بتقارير تشير إلى تزايد الفائض في السوق العالمية، ما أعاد المخاوف بشأن استقرار التوازن بين العرض والطلب.
وجاء هذا التراجع بعد أن سلط تقرير وكالة الطاقة الدولية الشهري الضوء على توقعات بزيادة المعروض بشكل يتجاوز مستويات الطلب، خاصة مع ارتفاع إنتاج بعض أعضاء تحالف “أوبك+” وتوسع المخزونات التجارية.
في المقابل، أبقت منظمة أوبك على تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العامين الجاري والمقبل دون تغيير، مؤكدة أن الأساسيات طويلة الأمد للسوق لا تزال قوية، مدفوعة بزيادة الاستهلاك في الأسواق الناشئة والقطاع الصناعي. ورغم ذلك، لم يكن ذلك كافيًا لطمأنة المتعاملين في ظل الأجواء الحالية من عدم اليقين.
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر بنسبة 0.77% أو ما يعادل 51 سنتًا لتسجل 65.86 دولار للبرميل .
ويأتي ذلك بعد خسائر حادة في جلسة الخميس بلغت 1.66%.
كما تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم أكتوبر بنسبة 0.87% أو 54 سنتًا عند مستوى 61.83 دولار للبرميل.
أوضح المحلل تاماس فارجا من شركة “بي في إم أويل أسوشيتس” أن السوق يعيش حالة من التذبذب الحاد نتيجة تضارب العوامل المؤثرة: فمن جهة، هناك توقعات بنقص الإمدادات بسبب تصاعد التوترات الجيوسياسية في كل من الشرق الأوسط وأوكرانيا، والتي قد تعيق الإنتاج أو تؤثر على سلاسل الإمداد.
ومن جهة أخرى، يظل العامل الأكبر ضغطًا هو الفائض الفعلي في المعروض، الناتج عن زيادة إنتاج تحالف “أوبك+” وتراكم مستويات المخزون في الأسواق الرئيسية.
المراقبون يرون أن الأسواق النفطية ستظل خلال المدى القريب محكومة بالتوازن الدقيق بين المخاوف الجيوسياسية وعوامل العرض المفرط.
فإذا استمرت المخزونات في التزايد مع بقاء الإنتاج مرتفعًا، فإن الأسعار قد تواجه ضغوطًا إضافية للهبوط. أما في حال تفاقم المخاطر في مناطق الإنتاج الحساسة، فقد يتلقى السوق دعمًا يدفع الأسعار للصعود مجددًا.
بهذا المشهد المعقد، يبقى المستثمرون في حالة ترقب دائم لقرارات “أوبك+” وتقارير الوكالات الدولية، إضافة إلى متابعة تطورات الأوضاع الجيوسياسية التي قد تعيد رسم ملامح سوق الطاقة العالمي.