النفط الصخري الأمريكي يواصل النمو وسط كفاءة أعلى ومخاوف من فائض المعروض

تمضي شركات النفط الصخري الأمريكية في تنفيذ خططها الإنتاجية، متأقلمة مع أسعار النفط عند حدود 60 دولارًا للبرميل، مع تحقيق زيادات طفيفة في الإنتاج قد تساهم في تفاقم فائض المعروض العالمي العام المقبل.
أعلنت شركات مثل “دايموندباك إنرجي” و”كوتيرا إنرجي” و”أوفينتيف” عن خططها لزيادة الإنتاج بشكل طفيف خلال 2025 و2026، رغم أن أسعار النفط الحالية تقترب من حدود التعادل للعديد من الآبار.
من جهتها، رفعت “إكسون موبيل” توجيهاتها للإنتاج في حوض برميان بمقدار 100 ألف برميل مكافئ نفط يوميًا، ما يجعلها أكبر مشغّل في الحوض متجاوزةً بعض الشركات الصغيرة بالكامل.
ويعزى هذا الأداء إلى التطورات التقنية في القطاع، التي حسّنت كفاءة الحفر وأساليب الضخ، مما سمح بضخ كميات أكبر من النفط لكل دولار مُستثمر.
كما قال بن هوف، رئيس استراتيجية السلع العالمية في “سوسيتيه جنرال”: “النفط الصخري أصبح قصة تكنولوجية، حيث ساعدت الابتكارات في الحفر على الحفاظ على مستويات إنتاج ثابتة مع التحكم في التكاليف”.
تُظهر مرونة الإنتاج الأمريكي تباينًا واضحًا مع انخفاض الأسعار في مطلع العام، حيث كان بعض التنفيذيين مستعدين لخفض الإنتاج إذا تراجعت الأسعار إلى 50 دولارًا للبرميل.
ومع ذلك، أدت جهود خفض التكاليف المتواصلة إلى رفع إنتاج النفط الأميركي إلى نحو 13.8 مليون برميل يوميًا في أغسطس، وهو رقم قياسي جديد، مدفوعًا جزئيًا بمشاريع جديدة في خليج المكسيك وتحسينات تقنية في الحقول الصخرية.
وقال كايس فان هوف، الرئيس التنفيذي لشركة “دايموندباك إنرجي”: “لا تستهينوا بالمهندس الأميركي”، مضيفًا أن الشركة ستواصل إيجاد طرق لتعظيم الأرباح رغم التحديات. وبفضل تحسينات الحفر، خفّضت الشركة سعر التعادل لبرميل النفط إلى نحو 37 دولارًا.
كما رفعت “كوتيرا” تقديرات إنتاجها للعام المقبل بنسبة 5%، مع تحقيق وفورات إضافية من خفض تكاليف الطاقة عبر شبكات كهربائية صغيرة في غرب تكساس.
في الوقت نفسه، بدأت الكفاءة الأعلى تؤثر على التوظيف. فقد انخفض عدد منصات الحفر في حوض برميان بنحو 30% منذ بداية 2024، فيما تراجعت فرق التكسير الهيدروليكي بنسبة 20%، ما انعكس على العمالة في مدينة ميدلاند بولاية تكساس، المركز الرئيسي للحقول الصخرية.
مع ذلك، تواصل الشركات زيادة الإنتاج. فـ”أوفينتيف” رفعت توقعاتها الإنتاجية إلى 209 آلاف برميل يوميًا، بينما رفعت “إكسون موبيل” توجيهاتها للعام المقبل بنسبة 7% إلى 1.6 مليون برميل مكافئ يوميًا، ما يعادل تقريبًا إنتاج شركة مستقلة صغيرة.
وأوضح الرئيس التنفيذي دارين وودز أن هذا النجاح يعود إلى استخدام تقنيات تكسير متقدمة مثل المواد الداعمة خفيفة الوزن لتعزيز معدلات الاستخراج.
مع تخمة المعروض في السوق العالمية، قد تؤدي الزيادات الأمريكية إلى ضغوط على الأسعار. وذكر والت تشانسيلور، الخبير الاستراتيجي في “ماكواري”: “الشركات الأمريكية متحمسة لزيادة الإنتاج عند الأسعار الحالية، وهو ما قد يدفع السوق لإرسال إشارات لتقييد النمو إذا استمر فائض المعروض”.




