المليارديرات في عصر التكنولوجيا.. طفرة الثروات العالمية وتغير مواقع النفوذ

مع تسارع الابتكار وتداخل التحولات المالية العالمية، أصبح تكوين الثروات أكثر سرعة وتعقيدًا من أي وقت مضى. في هذا المشهد المتغير، يواصل نادي المليارديرات العالمي اتساعه، مستفيدًا من موجة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي التي تولد ثروات ضخمة بوتيرة غير مسبوقة.
شهد العام الماضي نموًا لافتًا في ثروات الأغنياء حول العالم، حيث ارتفعت بنسبة 10.3% لتصل إلى رقم قياسي بلغ 13.4 تريليون دولار، فيما ارتفع عدد المليارديرات عالميًا بنسبة 5.6% ليصل إلى 3508 شخصًا، مما يعكس استمرار قوة أسواق المال في تعزيز الثروات الكبرى.
تظل الولايات المتحدة الموطن الأكبر للأثرياء عالميًا، بفضل الأداء القوي لأسهم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في البورصات الأمريكية. وللمرة الأولى منذ أكثر من عقد، تجاوز عدد المليارديرات الأوروبيين حاجز الألف، ما يعيد أوروبا إلى المركز الثاني عالميًا بعد أمريكا الشمالية من حيث عدد الأغنياء.
على النقيض، شهدت آسيا، وخصوصًا الصين، تباطؤًا في نمو المليارديرات نتيجة التحديات الاقتصادية المحلية وأزمة العقارات المستمرة، مع بقاء قطاعات التكنولوجيا والتجارة الإلكترونية محركًا رئيسيًا للثروات في ثاني أكبر اقتصاد عالمي.

أدى ازدهار الذكاء الاصطناعي إلى تضخيم الفجوة بين الأغنياء، حيث استفاد مؤسسو شركات التكنولوجيا الأمريكية من ارتفاع أسهمهم الاستثنائي، مما ساهم في زيادة ثروات شخصيات بارزة مثل “إيلون ماسك” و”مارك زوكربيرج”.
| عدد المليارديرات وثرواتهم في 2024 | ||
| الدولة | عدد المليارديرات | الثروة الإجمالية (تريليون دولار) | 
| الولايات المتحدة | 1135 | 5.74 | 
| الصين | 321 | 1.28 | 
| ألمانيا | 184 | 0.703 | 
| روسيا | 128 | 0.457 | 
| الهند | 127 | 0.400 | 
| سويسرا | 123 | 0.398 | 
| المملكة المتحدة | 128 | 0.323 | 
| فرنسا | 82 | 0.318 | 
| هونج كونج | 108 | 0.306 | 
| إيطاليا | 74 | 0.220 | 
يؤكد “برايان ألستر”، الرئيس التنفيذي لشركة تحليل الثروات “ألتراتا – Altrata”، أن ثروات المليارديرات ليست ثابتة، وأن تكوينها أو فقدانها أصبح أسرع من أي وقت مضى بسبب تقلبات الأسواق العالمية وتأثير الابتكارات التقنية، ما يجعل المشهد المالي للأثرياء أكثر ديناميكية وتغيرًا.
في النهاية، عصر التكنولوجيا لم يخلق ثروات فقط، بل أعاد رسم خريطة النفوذ المالي على مستوى العالم، مؤكدًا أن القدرة على التكيف مع التغيرات السريعة هي المفتاح للحفاظ على مكانة الأثرياء في القرن الواحد والعشرين.
 
				 
					



