المغرب يرتقي بمكانته العالمية عبر تعزيز مشاريع القصدير لدعم الانتقال الطاقي المستدام

في ظل التوجهات العالمية المتسارعة نحو اعتماد مصادر طاقة نظيفة، يواصل المغرب تعزيز مكانته كفاعل أساسي في سوق المعادن الاستراتيجية، مع تركيز خاص على معدن القصدير الذي يلعب دوراً حيوياً في تطوير تقنيات البطاريات الحديثة.
و يُستخدم القصدير بشكل متزايد لتحسين أداء أنودات الليثيوم، مما يسهم في زيادة كفاءة واستقرار البطاريات المستخدمة في مختلف تطبيقات الطاقة الجديدة.
وتشير الدراسات الجيولوجية إلى أن المغرب يمتلك موارد ضخمة ومؤكدة من القصدير في منطقة “أشمّاش”، حيث أعيد إطلاق المشروع المعدني بعد استحواذ شركة Samine عليه.
و يمتد الممر المعدني من “أشمّاش” إلى بو العجاج، ويضم نحو 39.1 مليون طن من الخام بتركيز يصل إلى 0.55%، ما يعادل حوالي 213 ألف طن من القصدير القابل للاستخراج.
يشمل المشروع منجماً سطحياً في جبل الحمام، بينما يتطلب استغلال منجم أشمّاش تقنيات حفر تحت الأرض، إلا أن التقارب الجيولوجي بين المنجمين يتيح استخدام بنى تحتية ومعالجة معدنية مشتركة، مما يعزز الكفاءة التشغيلية.
ويكتسب المشروع زخماً تمويلياً متيناً بفضل انضمام شركاء جدد، ما يدعم رؤية المغرب في تطوير صناعة متكاملة للمعادن الحيوية مثل النحاس والكوبالت المرتبطة بقطاع البطاريات.
يمتد أثر المشروع إلى ما هو أبعد من الفوائد الاقتصادية، حيث يشكل جزءاً محورياً من استراتيجية وطنية لإنشاء منظومة صناعية شاملة تبدأ من استخراج المواد الخام وصولاً إلى تصنيع المنتجات النهائية، مما يعزز مكانة المغرب كمزود عالمي موثوق به للمعادن الحرجة.
ويستند هذا التوجه إلى استقرار سياسي وتشريعي يدعم جذب الاستثمارات المستدامة، ليصبح قطاع المعادن ركيزة أساسية في مسار المغرب نحو صناعة طاقية خضراء، مقاومة لتقلبات الأسواق العالمية وقادرة على المنافسة عالمياً.