اقتصاد المغربالأخبار

المغرب يتجاوز مصر في عدد السياح.. لكنه يتخلف عنها في العائدات.. ما السبب؟

أظهر تقرير حديث ارتفاع عائدات السياحة في المغرب خلال النصف الأول من عام 2025 لتصل إلى نحو 5.94 مليار دولار، مسجلة نمواً بنسبة 9.53% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.

رغم هذا النمو اللافت، تشير مؤشرات جديدة إلى تراجع اهتمام عدد كبير من مغاربة المهجر بزيارة المملكة خلال موسم الصيف الحالي، مما يبرز تحديات مستمرة تواجه القطاع، خاصة على صعيد جودة الخدمات وحجم الإيرادات السياحية.

وفي مقارنة دقيقة بين المغرب وبعض الدول المنافسة في المنطقة التي تستقبل أعداداً مشابهة من السياح، يتضح وجود فجوة واضحة في حجم العائدات، إذ تتفوق تلك الدول بشكل كبير على المغرب.

فحتى نهاية يونيو 2025، استقبل المغرب حوالي 8.9 ملايين سائح، متفوقاً قليلاً على مصر التي سجلت 8.7 ملايين سائح، إلا أن العائدات السياحية في مصر تجاوزت نظيرتها المغربية بفارق يقارب الملياري دولار، ما يعكس اختلافاً جوهرياً في نماذج السياحة والاستراتيجيات المتبعة.

ويُلاحظ أن معدل نمو الإيرادات السياحية جاء أبطأ من الزيادة الكبيرة في أعداد الزوار التي بلغت 19%، ويُعزى ذلك بشكل رئيسي إلى انخفاض الإنفاق الفردي للسائح، الذي بلغ متوسطه نحو 667 دولارًا، خصوصاً في الربع الأول من العام.

ويرجع هذا التراجع جزئياً إلى انتشار الرحلات الجوية منخفضة التكلفة التي تستقطب شرائح سياحية ذات قدرة محدودة على الإنفاق، بالإضافة إلى انخفاض نسب إقامة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج في الفنادق المصنفة، على الرغم من تحسن الأداء خلال شهري أبريل وماي.

على الصعيد الإقليمي، حققت مصر أداءً قوياً، حيث بلغت عائداتها السياحية 8.05 مليار دولار خلال النصف الأول من 2025، مسجلة زيادة سنوية قدرها 22%، بدعم من ارتفاع عدد السياح بنسبة 25%.

ويعود هذا النجاح إلى تركيز مصر على سياحة المواقع التاريخية وجذب السياح ذوي الدخل المرتفع، خصوصاً من دول الخليج وألمانيا، مما رفع معدل الإنفاق الفردي إلى 925 دولارًا، مع تسجيل نسب إشغال فندقي مرتفعة تجاوزت 75% في مناطق مثل شرم الشيخ.

ومن المتوقع أن يشهد النصف الثاني من العام نشاطاً أكبر مع عودة جاليات المنطقة لقضاء العطلات الصيفية، إضافة إلى استضافة المغرب لبطولة كأس أمم أفريقيا في ديسمبر المقبل، مما قد يدفع عائدات السياحة في المغرب ومصر إلى تجاوز 30 مليار دولار خلال 2025، وهو مستوى قياسي للمنطقة.

تؤكد هذه المؤشرات أهمية قطاع السياحة كأحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة في المغرب، إلى جانب تحويلات المغاربة بالخارج والصادرات، ما يعزز استقرار موازين المدفوعات ويخفف من الضغوط المالية الخارجية على الاقتصاد الوطني.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى