المغرب ثاني أكبر وجهة للاستثمارات الصينية في التكنولوجيا الخضراء عالمياً

كشف تقرير حديث صادر عن جامعة جونز هوبكنز الأمريكية أن المغرب أصبح وجهة استراتيجية رئيسية للاستثمارات الصينية في قطاع التكنولوجيا الخضراء، حيث احتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث حجم الاستثمارات الملتزم بها، بعد إندونيسيا.
ووفقاً لتقرير “القفزة الخضراء للصين نحو الخارج”، بلغت التزامات الشركات الصينية في المغرب أكثر من 18 مليار دولار ، موزعة على 15 مشروعاً، ليحتل بذلك المرتبة السابعة من حيث عدد المشاريع.
وتعكس هذه الأرقام، بحسب التقرير، جاذبية المغرب المتزايدة كمركز إقليمي للتكنولوجيا النظيفة، مدعوماً بموارده الطبيعية الغنية من الفوسفات، والتي تشكل أساساً لصناعة مواد البطاريات. كما يلعب قطاع الهيدروجين الأخضر دوراً محورياً في جذب هذه الاستثمارات.
وأوضح التقرير أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمغرب، وقربه من أوروبا، إلى جانب سياساته الصناعية الداعمة واتفاقياته التجارية المواتية، جعله نقطة انطلاق مثالية للمصنعين الصينيين الراغبين في توسيع نطاق وصولهم إلى سوق الاتحاد الأوروبي.
وأضاف التقرير أن الاستثمارات الصينية في التكنولوجيا الخضراء تشهد تسارعاً غير مسبوق، حيث تجاوزت 220 مليار دولار منذ عام 2022، وتغطي قطاعات حيوية مثل البطاريات، والطاقة الشمسية، والرياح، والمركبات الكهربائية، والهيدروجين الأخضر.
ولفت التقرير إلى أن تصنيع مواد البطاريات هو القطاع الأكبر ضمن هذه الاستثمارات، حيث تتجاوز الالتزامات المعلنة فيه 62 مليار دولار.
ورغم أن دول جنوب شرق آسيا، وعلى رأسها إندونيسيا، لا تزال تستحوذ على حصة الأسد من هذه الاستثمارات، إلا أن المغرب برز كلاعب رئيسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مستفيداً من موارده المعدنية وسياساته الصناعية الطموحة.
وأشار التقرير إلى أن هذه القفزة في الاستثمار الصيني بدأت منذ عام 2022، حيث تجاوزت الاستثمارات المعلنة في ذلك العام إجمالي ما تم الالتزام به خلال العقد السابق بأكمله.
بينما كانت الطاقة الشمسية هي القطاع المهيمن قبل جائحة كوفيد-19، فإن رأس المال الصيني يتجه الآن نحو مواد البطاريات والمركبات الكهربائية والهيدروجين الأخضر، مما يظهر تحولاً استراتيجياً في أولويات الاستثمار.
وتؤكد البيانات أن أكثر من 75% من المشاريع الصينية في مجال التكنولوجيا الخضراء تتركز في دول الجنوب العالمي أو الأسواق الناشئة، مما يعكس الأهمية المتزايدة لهذه الدول في تشكيل مستقبل الطاقة النظيفة.




