الفضة تواصل التراجع لليوم الثالث متأثرة بصعود الدولار وضعف الطلب الصيني

تواصل أسعار الفضة تراجعها في الأسواق الأوروبية اليوم الثلاثاء، مسجلة خسائر لليوم الثالث على التوالي، في ظل ضغوط قوية من ارتفاع الدولار الأمريكي وتراجع شهية المستثمرين تجاه المعادن الصناعية بسبب بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين.
شهدت أسعار الفضة انخفاضًا بنسبة 1.25% لتصل إلى نحو 47.49 دولارًا للأوقية، مقارنة بسعر الافتتاح عند 48.09 دولارًا، بعد أن لامست خلال الجلسة مستوى 48.23 دولارًا.
وكانت أسعار المعدن الأبيض قد أنهت تعاملات أمس على تراجع بنسبة 1.2%، في ثاني خسارة يومية متتالية.
ويرتبط هذا التراجع بتواصل صعود الدولار الأمريكي، إذ ارتفع مؤشره اليوم بنحو 0.2%، ليصل إلى 100.05 نقطة، وهو أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، ما يعكس استمرار الطلب القوي على العملة الأمريكية.
ويأتي هذا الصعود وسط ترقب الأسواق لمستقبل السياسة النقدية في الولايات المتحدة، بعد أن لمح مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال تثبيت أسعار الفائدة خلال ما تبقى من العام، رغم خفضها مرتين متتاليتين سابقًا.
من جهة أخرى، ساهمت البيانات الصناعية الضعيفة في الصين في زيادة الضغوط على أسعار الفضة والمعادن الأخرى، بعدما أظهرت مؤشرات اقتصادية تباطؤًا فاق التوقعات في النشاط الصناعي خلال أكتوبر، ما أثار المخاوف بشأن استقرار الطلب في ثاني أكبر اقتصاد عالمي وأكبر مستهلك للمعادن.
وتواصل الحكومة الصينية إطلاق حزم تحفيزية مالية ونقدية لدعم التعافي الاقتصادي ودفع الأنشطة الصناعية نحو الاستقرار، غير أن الأسواق لا تزال متوجسة من بطء الاستجابة وغياب مؤشرات واضحة على عودة النمو إلى وتيرته المعتادة.
بذلك، تبقى أسعار الفضة رهينة توازن دقيق بين قوة الدولار الأمريكي وتطورات الطلب العالمي، خصوصًا من الصين، ما يجعل تحركاتها في المرحلة المقبلة مرتبطة إلى حد كبير بمسار السياسات النقدية الأمريكية والإشارات القادمة من الاقتصاد الصيني.




