العملات الرقمية ترتفع رغم تصاعد التوترات التجارية وتوقعات خفض الفائدة تعزز المعنويات

سجّلت العملات الرقمية ارتفاعًا في تداولات الأربعاء، مدفوعة بانتعاش شهية المستثمرين تجاه الأصول عالية المخاطر، على الرغم من تصاعد حالة عدم اليقين في المشهد التجاري العالمي، وخاصة بعد قرارات أمريكية جديدة قد تعقد العلاقات التجارية الدولية.
في خطوة مفاجئة، أعلن البيت الأبيض عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على واردات الولايات المتحدة من الهند، ما يرفع إجمالي الرسوم إلى 50% على واحدة من أبرز الشركاء التجاريين لواشنطن.
وبرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القرار، في أمر تنفيذي رسمي، باتهامه للهند بالاستمرار في استيراد النفط من روسيا، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، رغم العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
وفي سياق آخر، قالت رئيسة سويسرا إن اللقاء الذي جمعها بوزير الخارجية الأمريكي كان “إيجابيًا”، لكنه لم يفضِ إلى أي اتفاقات تجارية جديدة، مما يُبقي الغموض قائمًا بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية الثنائية.
بالتزامن مع هذه التطورات، تعززت توقعات الأسواق بأن يُقدم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة قريبًا. وتشير بيانات التداول الحالية إلى أن هناك احتمالًا بنسبة 92% لتنفيذ أول خفض خلال اجتماع سبتمبر المقبل، مقارنة بـ63% فقط قبل أسبوع.
كما رفعت الأسواق تقديراتها لحجم التيسير النقدي المتوقع حتى أكتوبر 2026 إلى 130 نقطة أساس، أي أكثر بـ30 نقطة أساس من التوقعات التي كانت سائدة قبل صدور بيانات الوظائف الأمريكية الأخيرة، والتي كشفت عن تباطؤ واضح في سوق العمل.
هذه التوقعات أعادت الأمل للمستثمرين الذين يتطلعون إلى بيئة نقدية أكثر مرونة، ما عزز من جاذبية العملات الرقمية.
ضمن هذا السياق الإيجابي، ارتفع سعر الإيثريوم بنسبة 2.6% ليصل إلى 3,677.1 دولار في الساعة 21:15 بتوقيت غرينتش، بحسب بيانات منصة “كوين ماركت كاب”.
رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، خصوصًا بعد قرارات ترامب بفرض رسوم إضافية على الهند، فإن الأسواق الرقمية أظهرت مرونة ملحوظة.
ويبدو أن الرهانات المتزايدة على خفض أسعار الفائدة الأمريكية تلعب دورًا رئيسيًا في دعم الأصول المشفّرة، وسط بيئة مالية يسودها الترقب والحذر.