الاقتصادية

العجز التجاري الزراعي الأمريكي يسجل رقمًا قياسيًا في النصف الأول من 2025

شهد القطاع الزراعي الأمريكي تحولًا ملحوظًا خلال النصف الأول من عام 2025، مع تسجيل عجز تجاري قياسي يعكس تراجعًا مستمرًا في دور المزارعين الأمريكيين كقوة تصديرية عالمية.

أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية، الخميس، أن قيمة الواردات الزراعية في يونيو تجاوزت الصادرات بفارق 4.1 مليار دولار، مما أدى إلى اتساع العجز التجاري الزراعي إلى 28.6 مليار دولار خلال الستة أشهر الأولى من العام، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 14% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.

يُعد هذا التوسع في العجز تحولًا تاريخيًا لقطاع الزراعة في الولايات المتحدة، الذي حافظ لعقود على فوائض تجارية كبيرة، وكان يشكل ركيزة هامة في السياسة الخارجية الأمريكية، لا سيما خلال الحرب الباردة.

مع بداية الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، بدأت الفوائض في التقلص تدريجيًا، حتى شهدت البلاد أولى حالات العجز السنوي في 2019 و2020، قبل أن يستمر هذا الاتجاه في السنوات الثلاث الأخيرة.

وتُعزى هذه التطورات إلى عدة عوامل متشابكة، أبرزها محدودية القدرة على زيادة الإنتاج الزراعي والحيواني بسبب قيود بيئية وتقنية، إلى جانب ارتفاع الطلب المحلي على المنتجات المستوردة. إضافة إلى ذلك، أثرت السياسات التجارية على العلاقات مع الصين، التي تعد أكبر مستورد للمحاصيل الزراعية في العالم، حيث اتجهت إلى تنويع مصادرها واعتماد موردين بديلين مثل البرازيل.

تأتي هذه المؤشرات لتعكس تحديات كبيرة تواجه الزراعة الأمريكية في الحفاظ على مكانتها التقليدية في الأسواق العالمية، وسط تحولات جيوسياسية وتجارية تتطلب إعادة النظر في الاستراتيجيات الزراعية والتصديرية للبلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى