الصين تفرض رسوم موانئ جديدة على السفن الأمريكية في تصعيد للتوتر التجاري مع واشنطن

أعلنت الصين عن فرض رسوم موانئ جديدة على السفن المملوكة لشركات وأفراد أمريكيين، في خطوة تصعيدية ضمن التوتر التجاري المتصاعد مع الولايات المتحدة، قبل شهر واحد فقط من انتهاء الهدنة المؤقتة بين البلدين.
وقالت وزارة النقل الصينية، في بيان يوم الجمعة، إن الرسوم ستبدأ اعتبارًا من 14 أكتوبر على جميع السفن الأمريكية، بما في ذلك السفن المصنعة في الولايات المتحدة، بالتزامن مع خطة واشنطن لفرض رسوم مماثلة على السفن الصينية الكبيرة العاملة في الموانئ الأمريكية.
وأوضحت الوزارة أن الرسوم ستُرفع تدريجيًا على مدى السنوات القادمة، حيث ستبدأ بمبلغ 400 يوان للطن الصافي (حوالي 56 دولارًا) في أكتوبر الحالي، لتصل إلى 640 يوان (نحو 90 دولارًا) في أبريل 2026، ثم 880 يوان في أبريل 2027، قبل أن تستقر عند 1120 يوان للطن ابتداءً من أبريل 2028.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن سلسلة من الإجراءات المتبادلة بين بكين وواشنطن، بعد أن شددت الصين هذا الأسبوع القيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة، ووسّعت نطاق الحظر على صادرات المواد الحيوية المستخدمة في الصناعات الدفاعية والتقنيات المتقدمة، في محاولة للضغط على الولايات المتحدة خلال المفاوضات التجارية.
في المقابل، تبحث إدارة الرئيس الأمريكي فرض قيود على رحلات شركات الطيران الصينية التي تمر عبر الأجواء الروسية في رحلاتها إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى توسيع العقوبات التكنولوجية لمنع الشركات الصينية من الوصول إلى معدات وبرمجيات أمريكية حساسة.
ويحذر خبراء التجارة الدولية من أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى تصعيد جديد في النزاع التجاري بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم، ما قد ينعكس على سلاسل التوريد العالمية وأسعار السلع الأساسية، ويزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية الدولية.
كما يشير المحللون إلى أن استمرار هذا التوتر قد يدفع الشركات متعددة الجنسيات إلى إعادة النظر في استراتيجياتها اللوجستية والتصديرية بين الصين والولايات المتحدة، مع التركيز على البحث عن بدائل لتقليل التأثيرات المالية واللوجستية المترتبة على هذه الرسوم والعقوبات.