الاقتصادية

الصين تعزز نفوذها العالمي عبر احتياطيات الذهب الأجنبية

تسعى الصين بجدية لتعزيز مكانتها كلاعب رئيسي في احتياطيات الذهب السيادية العالمية، مستفيدة من بورصة شنغهاي للذهب (SGE) لاستقطاب البنوك المركزية للدول الصديقة.

تهدف هذه الاستراتيجية إلى تشجيع هذه الدول على شراء الذهب وتخزينه داخل الصين، ما يعزز نفوذ بكين في سوق الذهب العالمي ويقوي موقعها في النظام المالي الدولي.

يقود بنك الشعب الصيني (PBOC) المبادرة، معتمدًا على البنية التحتية لبورصة شنغهاي للذهب لجذب شركاء محتملين. ووفقًا لمصادر السوق، أبدت إحدى دول جنوب شرق آسيا اهتمامًا بالمشروع، ما يعكس انطلاق التحرك الصيني نحو احتياطيات الذهب الأجنبية.

يُحتفظ بالذهب في مخازن وصاية تابعة للجنة الدولية لبورصة شنغهاي للذهب، التي تأسست عام 2014 لتسهيل مشاركة الأجانب في السوق الصيني، وتعمل تحت إشراف البنك المركزي لضمان رقابة حكومية مشددة على جميع المعاملات.

وتركز المبادرة على المشتريات الجديدة من الذهب بدل نقل الاحتياطيات الحالية، ما يقلل من المقاومة لدى الدول المترددة.

تأسست بورصة شنغهاي للذهب عام 2002، وأصبحت أكبر بورصة لتداول الذهب المادي عالميًا، حيث تعاملت مع نحو 54 ألف طن في 2023، أي ما يعادل 75% من حجم التداول العالمي.

وفي الوقت نفسه، بلغ سعر الذهب الأوقية 3,790 دولارًا في سبتمبر 2025، معززًا دوره كأصل احتياطي مهم، فيما بلغت مشتريات البنوك المركزية 1,037 طنًا في 2022، أعلى مستوى منذ 1967.

تسعى الصين من خلال هذه المبادرة إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي، عبر تقديم خدمات وصاية الذهب للدول الشريكة، ما يوفر وسيلة لتقليص اعتمادها على الأنظمة المالية الغربية. وتعكس هذه الخطوة أيضًا الهدف الأوسع لبكين المتمثل في تدويل اليوان وتعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية مع الدول الشريكة.

بلغت احتياطيات الذهب الصينية نحو 2,235 طنًا في 2024، محتلة المرتبة الخامسة عالميًا بين البنوك المركزية، وتمثل نحو 4.9% من إجمالي احتياطيات النقد الأجنبي، ما يشير إلى إمكانية زيادة الاحتياطيات مستقبلًا.

مبادرات السوق الأخيرة

  • إطلاق أول مخزن خارجي وعقود في هونغ كونغ عام 2025 لتعزيز التداول باليوان.

  • تخفيف القيود على واردات الذهب لدعم نمو السوق المحلي.

  • إنشاء إطار تنظيمي شامل وتطوير استراتيجيات استثمارية خاصة بالذهب.
    وتستمر الصين في تصدر استهلاك الذهب عالميًا، حيث استهلكت 943.3 طنًا في 2023.

تحتاج الصين إلى بناء ثقة البنوك المركزية الأجنبية في خدمات الوصاية، خصوصًا أن هذه المؤسسات معتادة على مراكز الحفظ التقليدية.

كما قد تثير القضايا الأمنية والسياسية مخاوف لدى العملاء المحتملين، لكن الصين تقدم بديلًا جذابًا للدول القلقة من العقوبات الغربية أو الراغبة في تقليل اعتمادها على الدولار.

تسهم هذه المبادرة في تخفيض هيمنة المراكز المالية الغربية وتعزيز عالم مالي متعدد الأقطاب. وتبرز التوقعات أن تحرك 1% فقط من احتياطيات الخزانة نحو الذهب قد يدفع سعر الأوقية إلى 5,000 دولار، مما يظهر التأثير الكبير لتحولات صغيرة في تخصيص الاحتياطيات.

حاليًا يمثل الدولار الأميركي نحو 59% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية، لكن هذه النسبة تشهد انخفاضًا مع اتجاه الدول لتنويع أصولها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى