تشهد صادرات فول الصويا الأمريكي إلى الصين موسمًا صعبًا، مع تراجع الطلب الصيني بشكل لافت، مما أثار مخاوف كبيرة بين المزارعين في الولايات المتحدة.
وفق ما أعلنه عدد من المشرعين بعد اجتماع مغلق مع السفير الأمريكي لدى بكين، ديفيد بيرديو، لم تحجز الصين أي شحنات من فول الصويا الأمريكي مع انطلاق موسم الحصاد، في مؤشر على تفضيل بكين بدائل أخرى.
وأكد السيناتور مايك راوندز أن الصين “تتجنب شراء الفول الأمريكي عمدًا”، بينما أشار السيناتور جون هوفين إلى أن بكين “تستغل المزارعين كورقة ضغط في المفاوضات التجارية مع واشنطن”.
هذا التوجه أثار غضب المسؤولين الجمهوريين، خصوصًا في المناطق الزراعية التي دعمت الرئيس دونالد ترامب، والتي تواجه الآن ضغوطًا متزايدة بسبب ضعف الأسواق الخارجية وتراجع برامج الدعم الحكومية.
وفي الوقت نفسه، عملت الأرجنتين على سد الفجوة الناتجة عن تراجع المبيعات الأمريكية، عبر زيادة صادراتها من فول الصويا إلى الصين، مما يعزز مكانتها كمنافس مباشر للولايات المتحدة في هذا القطاع الحيوي.
ومن اللافت أن الولايات المتحدة تخطط لتوقيع اتفاق تبادل عملات مع بوينس آيرس بقيمة 20 مليار دولار، وهو ما قد يساهم في دعم الاقتصاد الأرجنتيني بينما يعاني المزارعون الأمريكيون من تقلص حصتهم في السوق الصينية.
من جانبها، تعهدت إدارة ترامب باستخدام عائدات الرسوم الجمركية لتقديم دعم إضافي للمزارعين، ومن المتوقع الإعلان عن حزمة مساعدات جديدة خلال الأسابيع المقبلة.
و يأتي ذلك في إطار هدنة تجارية قائمة بين الولايات المتحدة والصين حتى نوفمبر، بعد خفض الرسوم الجمركية المتبادلة، ويترقب المراقبون لقاءً محتملًا بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ على هامش قمة أبيك أواخر أكتوبر، سعياً لتخفيف التوترات وفتح مسارات لتسوية الأزمة.
مع استمرار هذا الوضع، يظل مستقبل صادرات الفول الأمريكي غير واضح، فيما تستفيد بدائل مثل الأرجنتين من الفرصة لتعزيز حصتها في السوق الصينية، ما يضع المزارعين الأمريكيين أمام تحديات جديدة مع بداية موسم الحصاد.
