الشركات العالمية بين النمو والتراجع في قائمة “فورتشن غلوبال 500” 2025

شهد عام 2024 نموًا متواضعًا في إيرادات أكبر الشركات العالمية المدرجة في قائمة “فورتشن جلوبال 500″، حيث بلغت الإيرادات الإجمالية حوالي 41.7 تريليون دولار، بزيادة 1.8% عن العام السابق، أي ما يعادل أكثر من ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ورغم هذه الأرقام البراقة، تكشف دراسة أداء هذه الشركات عن فجوات هائلة؛ بعض الشركات تزدهر وتحقق قفزات غير مسبوقة، بينما تعاني أخرى من انهيارات حادة في قيمتها السوقية، ما يعكس تقلبات الأسواق العالمية وقسوتها.
حافظت “وول مارت” على صدارة القائمة للعام الثاني عشر على التوالي، وللمرة العشرين منذ عام 1995.
وشهدت شركات التكنولوجيا صعودًا لافتًا؛ فقد تقدمت “ميتا” 25 مركزًا لتصل إلى المرتبة 41، بينما سجلت “إنفيديا” قفزة هائلة بواقع 156 مركزًا لتحتل المرتبة 66، وارتفعت “بي واي دي” 52 مركزًا لتصل إلى المرتبة 91، مما يعكس الطلب المتزايد على الابتكار التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.
بين نهاية 2020 ومنتصف 2025، تراجعت القيمة السوقية لبعض الشركات الكبرى بنسبة تراوحت بين 25% و95%.
تركزت هذه الخسائر في قطاعات العقارات والإنترنت في الصين، وتجارة التجزئة والاتصالات في الولايات المتحدة، فضلاً عن بعض الصناعات الأوروبية، نتيجة مزيج من التحديات القطاعية والتحولات التنظيمية والضغوط الاقتصادية الكلية.
في الصين، تصدرت شركات التطوير العقاري مثل “كانتري جاردن” و”تشاينا فانكي” قائمة المتضررين، حيث استمر تراجع القطاع رغم تدخل الحكومة، مع انخفاض أسعار المنازل الجديدة والمستعملة وتباطؤ الاقتصاد المحلي.
شهدت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “علي بابا”، و”جيه دي دوت كوم”، و”ميتوان” تراجعًا واضحًا في قيمتها السوقية نتيجة العوامل التنظيمية والاقتصادية والتنافسية، مما أعاد ترتيب أولويات المستثمرين على الصعيد العالمي.
الشركات الأكثر انخفاضًا في قيمتها السوقية (نهاية 2020 – منتصف 2025) |
|||||
الترتيب |
الشركة |
الدولة |
31 ديسمبر 2020 (مليار دولار) |
30 يونيو 2025 (مليار دولار) |
نسبة التغير |
1 |
كانتري جاردن |
الصين |
30.06 |
1.35 |
(%95.5) |
2 |
تشاينا فانكي |
الصين |
49.29 |
10.13 |
(%79.5) |
3 |
ولجرينز بوتس ألاينس |
الولايات المتحدة |
34.53 |
9.94 |
(%71.2) |
4 |
جيه دي دوت كوم |
الصين |
136.08 |
47.05 |
(%65.4) |
5 |
نيسان موتور |
اليابان |
21.21 |
8.1 |
(%61.8) |
6 |
علي بابا جروب |
الصين |
625.23 |
261.9 |
(%58.1) |
7 |
تشارتر كوميونيكيشنز |
الولايات المتحدة |
132.23 |
57.38 |
(%56.6) |
8 |
ميتوان |
الصين |
223.51 |
98.04 |
(%56.1) |
9 |
إنتل |
الولايات المتحدة |
204.16 |
97.71 |
(%52.1) |
10 |
باير |
ألمانيا |
57.78 |
29.22 |
(%49.4) |
11 |
فال |
البرازيل |
85.95 |
44.07 |
(%48.7) |
12 |
فولكس فاجن |
ألمانيا |
99.69 |
52.95 |
(%46.9) |
13 |
بينج آن إنشورانس |
الصين |
234.67 |
130.42 |
(%44.4) |
14 |
سامسونج إلكترونيكس |
كوريا الجنوبية |
500.59 |
280.92 |
(%43.9) |
15 |
باسف |
ألمانيا |
72.6 |
43.46 |
(%40.1) |
16 |
فودافون |
المملكة المتحدة |
44.88 |
28.13 |
(%37.3) |
17 |
فايزر |
الولايات المتحدة |
204.6 |
137.81 |
(%32.6) |
18 |
والت ديزني |
الولايات المتحدة |
328.02 |
222.94 |
(%32) |
19 |
مرسيدس-بنز |
ألمانيا |
75.51 |
55.59 |
(%26.4) |
20 |
ريو تينتو جروب |
المملكة المتحدة |
122.65 |
94.91 |
(%22.6) |
عانت “إنتل” من ضياع فرص مبكرة في سوق الهواتف الذكية لصالح معالجات “آرم”، وتباطأت في دخول مجال الذكاء الاصطناعي، ما فتح المجال أمام “إنفيديا” و”إيه إم دي” لتعزيز حصتهما السوقية.
أما “ولجرينز بوتس ألاينس”، أكبر سلسلة صيدليات أمريكية، فلم يواكب نموذج أعمالها التحولات في سوق الرعاية الصحية، ما أدى لتراجع حاد في قيمتها السوقية قبل أن تستحوذ عليها “سايكمور بارتنرز”.
تعاني “نيسان موتور” منذ مغادرة رئيسها السابق “كارلوس غصن” في 2018، حيث سجلت خسارة صافية بلغت 670.9 مليار ين (4.5 مليار دولار) في 2024 نتيجة ضعف تشكيلتها الطرازية واضطرابات إدارية مستمرة، في ثاني أكبر خسارة سنوية للشركة منذ تدخل “رينو” قبل ربع قرن.
كما واجهت “سامسونج” صعوبات في قطاع أشباه الموصلات وتراجع أرباح وحدة البطاريات، بالإضافة إلى منافسة قوية في سوق الهواتف الذكية، ما أثر على قيمتها السوقية.
تراجعت القيمة السوقية لشركة “فودافون” بسبب ضعف الأداء في أسواق رئيسية مثل ألمانيا ورومانيا، بالإضافة إلى تراكم الديون الحكومية في الوحدة الهندية، ما دفع الشركة لإعادة هيكلة بعض أصولها الاستراتيجية وأثر على ثقة المستثمرين.