الاقتصاديةالتكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية…المعركة الخفية بين أمريكا والصين

في وقت تتسارع فيه الابتكارات التكنولوجية حول العالم، لم يعد السباق على أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية وحده هو المحور الرئيسي للصراع بين الولايات المتحدة والصين.

إذ تكشف أزمة الطاقة المستقبلية عن بُعد جديد للمعركة: السيطرة على مصادر الكهرباء التي تغذي الثورة الرقمية.

مع تزايد الطلب الهائل من مراكز البيانات، تتصدر الطاقة النووية قائمة الحلول الاستراتيجية، كونها توفر الكهرباء المستقرة اللازمة لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. فدون ضمان إمدادات كهربائية موثوقة، قد تواجه الشبكات الكهربائية العالمية اختناقات كبيرة تهدد نمو الاقتصاد الرقمي.

تنتج محطات الطاقة النووية حاليًا نحو 2818 تيراواط/ساعة سنويًا، ما يمثل حوالي 10% من إجمالي توليد الكهرباء عالميًا. وتتصدر الولايات المتحدة هذا القطاع بحصة تقارب 30% من الإنتاج، تليها الصين.

وتشير تقديرات “بنك أوف أمريكا” إلى أن استهلاك مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي قد يتجاوز استهلاك اليابان من الكهرباء بحلول عام 2026، بينما تتوقع “بلومبرج” ارتفاع الطلب العالمي على الشبكات بنسبة 30% بحلول 2030.

أكبر الدول المنتجة للطاقة النووية في العالم

الدولة

الإنتاج

(تيراواط / ساعة)

الحصة من الإجمالي

 العالمي (%)

الولايات المتحدة

823

29.2

الصين

451

16.0

فرنسا

381

13.5

روسيا

216

7.7

كوريا الجنوبية

189

6.7

كندا

86

3.0

اليابان

85

3.0

الهند

55

1.9

أسبانيا

55

1.9

أوكرانيا

53

1.9

و يرى الخبراء أن الطاقة النووية توفر حلاً طويل الأمد لتحديات الكهرباء، بفضل تكلفتها التنافسية وانبعاثاتها الكربونية المنخفضة، إضافة إلى قدرتها على إنتاج الكهرباء بشكل مستمر على مدار الساعة، بخلاف مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح التي تعتمد على ظروف الطبيعة.

بينما تعتمد أغلب المحطات الحالية على الانشطار النووي، بدأت الصين وروسيا تشغيل مفاعلات صغيرة معيارية تمثل الجيل الجديد للطاقة النووية، فيما تظل تكنولوجيا الاندماج النووي قيد التطوير، ومن المتوقع أن تغيّر قواعد اللعبة إذا تم التوصل إلى نجاح صناعي.

تحركت الولايات المتحدة لتعزيز إنتاجها النووي، حيث وقع الرئيس السابق عدة أوامر تنفيذية لدعم الاستثمارات في هذا المجال، مؤكداً على الدور الحيوي للذكاء الاصطناعي في خطط بلاده الوطنية.

من جهتها، تضيف الصين باستمرار كميات ضخمة من الطاقة النووية لشبكتها الكهربائية، ومن المتوقع أن تتفوق على الولايات المتحدة في القدرات النووية بحلول عام 2030 إذا استمرت وتيرة التوسع الحالية.

لم تقتصر المنافسة على الحكومات، بل استثمرت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “مايكروسوفت” و”أمازون” و”ميتا” و”إنفيديا” و”جوجل” مباشرة في مشاريع نووية لتأمين الطاقة الضرورية لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة.

رغم الزخم الكبير، تواجه الولايات المتحدة عقبات ضخمة، تشمل التكاليف الباهظة، وطول فترة البناء، والقيود التنظيمية الصارمة. ومع ذلك، يرى الخبراء أن الاستثمار المكثف من القطاعين العام والخاص يمكن أن يسرّع استعادة الخبرات اللازمة لبناء المفاعلات النووية محليًا.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى