الدرونز تغزو توصيل الطعام…ابتكار يربط المناطق النائية بالعالم الرقمي

مع تسارع وتيرة التكنولوجيا في حياتنا اليومية، بدأت الطائرات المسيرة “الدرونز” تلعب دورًا جديدًا في قطاع توصيل الطعام، مستهدفة المناطق النائية التي غالبًا ما تعجز خدمات التوصيل التقليدية عن الوصول إليها، مثل القرى الجبلية والجزر النائية.
تشهد أوروبا وأمريكا الشمالية ابتكارات متزايدة من قبل شركات ناشئة تستثمر في استخدام الدرونز لتوصيل الوجبات بسرعة وكفاءة، مستفيدة من تقنيات تحديد المواقع الدقيقة، وأنظمة تجنب العقبات، وخوارزميات التوجيه الذكية، لضمان وصول الطلبات إلى المستهلكين في الوقت المناسب، مع تجاوز العوائق مثل المباني والأشجار وخطوط الكهرباء.
توفر الدرونز سرعة ومرونة كبيرة في التوصيل، مما يقلل الازدحام المروري في المدن، ويتيح الوصول إلى المناطق التي كانت محرومة من خدمات التوصيل سابقًا. ومع ذلك، تظل بعض التحديات قائمة، مثل التأثر بالظروف الجوية، والمدى المحدود، وبطاريات الطائرات المسيرة التي قد تحد من قدرة التوصيل لمسافات بعيدة.
رغم الابتكارات، تحمل الدرونز بعض المخاطر، بما في ذلك الضوضاء، وإمكانية سقوط الطائرة، وتأثيرها على الحياة البرية أو تعرضها لهجمات الطيور الجارحة. إلا أن التصميمات الحديثة وتطوير تقنيات الأداء بدأت تقلل هذه المخاطر تدريجيًا.
في الدول الإسكندنافية، حيث تضم السويد والنرويج وفنلندا حوالي 700 ألف جزيرة، شكلت توصيل الطعام تحديًا لوجستيًا كبيرًا بسبب التباعد السكاني.
ونتيجة لذلك، بدأت شركات مثل “أفاينت – Aviant” بتقديم خدمات توصيل الطعام عبر الدرونز، مع خطط للتوسع لتشمل مناطق مثل شبه جزيرة “نيسودن – Nesodden” لتلبية احتياجات نحو 100 ألف نسمة كانوا محرومين من الخدمة سابقًا.
في الولايات المتحدة، بدأت شركات الدرونز بالتعاون مع مزودي خدمات التوصيل مثل “دورداش”، حيث تعمل “فلايتريكس” على توصيل الطلبات في ضواحي دالاس، فيما تغطي “دورداش” مناطق في فيرجينيا وكارولاينا الشمالية، ما يعكس إمكانية دمج الدرونز ضمن البنية التحتية الحالية لخدمات التوصيل.
يؤكد “هاريسون شيه”، رئيس قسم الدرونز في “دورداش”، أن هذه الطائرات توفر توازنًا بين السرعة والكفاءة، إذ يمكنها توصيل الطلبات بسرعة دون الحاجة للإكراميات المرتبطة بالسائقين التقليديين.
رغم العقبات، يعتقد الخبراء أن المستقبل مشرق لتوصيل الطعام عبر الدرونز، مع توقع استمرار تحسين تقنيات البطاريات، خفض التكاليف، وزيادة الاعتماد على هذه الحلول في المناطق ذات التضاريس الصعبة أو البعيدة، مما يجعلها خيارًا واعدًا لتوسيع نطاق خدمات التوصيل عالميًا.