تصاعدت المخاوف داخل مجتمع العملات الرقمية بعد تحذير أطلقه أناتولي ياكوفينكو، الشريك المؤسس لشركة سولانا، بشأن تهديد محتمل للبيتكوين من الحوسبة الكمومية.
وأكد ياكوفينكو أن استمرار البيتكوين ببنيته الحالية قد يجعله عرضة لمخاطر وجودية إذا تقدمت قدرات الحواسيب الكمومية أسرع من المتوقع.
وأوضح ياكوفينكو أن هناك احتمالاً يصل إلى 50% أن تتمكن الحواسيب الكمومية القوية في المستقبل القريب من كسر التوقيعات التشفيرية التي تحمي محافظ البيتكوين.
وأضاف أن هذا قد يؤدي إلى تزوير المعاملات وسرقة الأموال، مما يشكل تهديداً لبنية الشبكة بأكملها. كما حذر من أن بروتوكول إثبات العمل، العمود الفقري للبيتكوين، قد يصبح غير قادر على الصمود أمام هذه التهديدات إذا لم يتم تطويره.
واقترح ياكوفينكو اعتماد مخططات توقيع جديدة مقاومة للحوسبة الكمومية، معترفاً بأن تطبيق هذه التحديثات سيكون معقدًا ويستلزم تنسيقًا عالميًا بين المطورين والمعدنين والمستخدمين.
وأشار إلى أن بعض العملات الرقمية مثل سولانا وسلاسل كتل ناشئة بدأت بالفعل اختبار تقنيات تشفير مقاومة للكم، بينما لا تزال البيتكوين متحفظة لتجنب المساس بلامركزيتها.
من جهة أخرى، رفض عدد من خبراء البيتكوين هذه المخاوف، معتبرين أن التهديد الكمومي لا يزال بعيد المنال. فقد قال آدم باك، الرئيس التنفيذي لشركة بلوكستريم، إن تحديث البيتكوين سيكون بسيطًا عند الحاجة.
بينما أشار بيتر تود، أحد المساهمين الرئيسيين في تطوير البيتكوين، إلى أن الحواسيب الكمومية القادرة على كسر التشفير لم تظهر بعد.
وأكد لوك داشجر، مطور أساسي آخر، أن التركيز يجب أن يكون على القضايا الحالية مثل البريد العشوائي والحوكمة بدل الانشغال بالمخاطر المستقبلية.
بينما يرى البعض أن المخاطر قد تستغرق سنوات أو عقودًا لتظهر، يؤكد آخرون أن الاستعداد المبكر ضروري لحماية أصول المستثمرين والحفاظ على مكانة البيتكوين في السوق.
وتشير التقارير إلى أن العديد من العملات البديلة بدأت بالفعل في اختبار أنظمة تشفير مقاومة للكم، ما قد يمنحها ميزة تنافسية إذا تأخرت البيتكوين في التكيف.
