ارتفاع عائدات السندات البريطانية وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وتباين إشارات بنك إنجلترا

قفزت عائدات سندات الخزانة البريطانية لأجل 10 سنوات إلى قرابة 4.5%، مع تنامي حالة القلق في الأسواق نتيجة لتصاعد التوترات الجيوسياسية، خاصة بعد الضربات الأمريكية الأخيرة التي استهدفت إيران. هذا التصعيد زاد من الإقبال على الأصول الآمنة، لكنه أيضًا أثار مخاوف من تفاقم الضغوط التضخمية على المدى القصير.
اقتصاديًا، أظهرت بيانات شهر يونيو تحسنًا نسبيًا في أداء الاقتصاد البريطاني، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب الصادر عن S&P إلى 50.7، وهو ما يفوق التوقعات بشكل طفيف. القطاع الصناعي لا يزال يعاني من انكماش، إلا أن أداؤه جاء أفضل مما كان متوقعًا، بينما حافظ قطاع الخدمات على وتيرة نموه المعتدلة. وسجلت مختلف القطاعات تحسنًا ملحوظًا مقارنة بشهر مايو.
وفيما يتعلق بالسياسة النقدية، قرر بنك إنجلترا الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، في خطوة تعكس حذرًا واضحًا في مواجهة التضخم والمخاطر الجيوسياسية المتزايدة. لكن الانقسام داخل لجنة السياسة النقدية (6 أصوات مقابل 3 لصالح تثبيت الفائدة) أثار مفاجأة في الأوساط المالية، حيث دعا ثلاثة أعضاء إلى خفض الفائدة، ما يعكس وجود تيارات مختلفة بشأن تقييم المرحلة القادمة.
وأكد البنك المركزي على وجود “مخاطر مزدوجة” فيما يتعلق بالتضخم، متوقعًا أن تبقى الضغوط السعرية قوية خلال الفترة المقبلة، قبل أن تبدأ في التراجع التدريجي لتقترب من الهدف المحدد عند 2% بحلول عام 2026.