ارتفاع طفيف لأسعار البلاديوم وسط ترقب الأسواق لتطورات ملف التعريفات الجمركية

شهدت أسعار البلاديوم تداولات متقلبة يوم الثلاثاء، حيث ارتفعت بشكل طفيف وسط متابعة الأسواق الحثيثة للتطورات المتعلقة بالملف التجاري بين الولايات المتحدة وشركائها، خصوصًا فيما يتعلق بالعقوبات الجمركية المحتملة على واردات المعادن من روسيا، التي تُعد من أكبر منتجي المعادن على مستوى العالم.
في هذا السياق، تقدمت شركة Sibanye-Stillwater الجنوب أفريقية، المدرجة في بورصة جوهانسبرغ، بطلب إلى السلطات الأمريكية للنظر في فرض تعرفة جمركية على واردات البلاديوم الروسية. وتهدف الشركة من خلال هذا الطلب إلى دعم استدامة الإمدادات المحلية الأمريكية على المدى الطويل، وهو ما قد يزيد من تقلبات الأسعار في سوق المعادن الثمينة.
ويضيف هذا الطلب طبقة جديدة من الغموض إلى مستقبل معادن مجموعة البلاتين (PGMs)، خصوصًا بعد الارتفاع الملحوظ الذي شهدته أسعار البلاديوم منذ بداية العام، والذي جاء نتيجة لانخفاض الإنتاج في جنوب أفريقيا خلال النصف الأول من العام، إضافة إلى تراجع السيولة في السوق الفوري.
وقال نيل فرونيمان، الرئيس التنفيذي لشركة Sibanye-Stillwater في بيان نشرته الشركة بتاريخ 31 يوليو، إن واردات البلاديوم الروسية تُباع بأسعار أقل من السوق بسبب عوامل عدة، أبرزها التوترات السياسية التي أعقبت الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022. وأضاف أن الحصول على إعفاءات من الواردات الروسية المدعومة سيمنح الشركة والقطاع الأمريكي لصناعة معادن مجموعة البلاتين فرصة للمنافسة في ظروف أكثر عدالة.
ويُنتظر صدور القرار النهائي بشأن هذا الالتماس خلال فترة قد تصل إلى 13 شهرًا. ومن جهتها، امتنعت شركة Nornickel الروسية، أكبر منتج عالمي للبلاديوم والتي تمثل نحو 40% من الإنتاج العالمي، عن التعليق على الموضوع.
تجدر الإشارة إلى أن Sibanye-Stillwater تعاني من خسائر للسنة الثانية على التوالي، بعد تخفيض قيمة أصولها الأمريكية من البلاديوم بمقدار 500 مليون دولار بسبب تراجع الأسعار.
وعلى الرغم من ذلك، ارتفعت أسعار البلاديوم الفورية بنسبة 31% منذ بداية العام، ويتوقع محللون في استطلاع أجرته وكالة رويترز أن تستمر الأسعار في الارتفاع خلال 2025، بدعم من انتعاش أسعار البلاتين أيضًا.
وأشارت شركة Heraeus للاستشارات والتحليلات إلى أن فرض رسوم جمركية على البلاديوم الروسي قد لا يؤثر مباشرة على توازن السوق، لكنه قد يعيد توجيه تدفقات المعدن عالميًا، مما يؤدي إلى زيادة التقلبات السعرية.
وتُعد روسيا وجنوب أفريقيا الموردين الرئيسيين للبلاديوم في السوق الأمريكية، في حين تأتي الصين كثاني أكبر مستورد للبلاديوم الروسي. وأظهرت بيانات Heraeus أن واردات الولايات المتحدة من البلاديوم الروسي زادت بنسبة 42% خلال الفترة من يناير إلى مايو، متجاوزة 500 ألف أونصة تروي.
ويُستخدم البلاديوم بشكل رئيسي في تقنيات تنقية عوادم السيارات التي تعمل بالبنزين. وحتى الآن، لم تشمل العقوبات الأمريكية المفروضة على الشركات الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا، ولا الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس السابق دونالد ترامب، هذه المعادن.
وفي الأسواق المالية، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.1% ليصل إلى 98.7 نقطة، مع تسجيل أعلى مستوى عند 99.1 وأدنى مستوى عند 98.5 نقطة. وفي الوقت ذاته، سجلت عقود البلاديوم الآجلة لشهر سبتمبر ارتفاعًا طفيفًا بأقل من 0.1% إلى 1204.5 دولار للأونصة.