إنفيديا تواجه تصحيحًا بعد الإعلان عن استثمار تاريخي في أوبن إيه آي

تراجعت أسهم شركة إنفيديا خلال تعاملات الثلاثاء بعد موجة من عمليات جني الأرباح، عقب المكاسب القوية التي سجلها السهم يوم الاثنين، نتيجة إعلان الشركة عن استثمار قياسي في شركة أوبن إيه آي.
فقد صعد السهم يوم الاثنين بنسبة نحو 4% بعدما كشفت الشركة المصنعة للرقائق عن خطط استثمارية تصل إلى 100 مليار دولار في أوبن إيه آي، ضمن شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
ووفق بيان إنفيديا، ستتيح هذه الشراكة نشر “ما لا يقل عن 10 جيجاوات” من قدرات الحوسبة عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة، لتدريب وتشغيل الجيل القادم من نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لأوبن إيه آي، والتي تشمل تطوير ChatGPT، على أن تدخل المرحلة الأولى من هذه القدرات الحوسبية الخدمة في النصف الثاني من 2026 باستخدام منصة Vera Rubin الجديدة.
تعتمد أغلب تطبيقات الذكاء الاصطناعي على أنظمة إنفيديا المبنية على وحدات معالجة الرسومات (GPUs)، والتي تشغل مراكز البيانات حول العالم.
واعتبر الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ الصفقة “أكبر مشروع للبنية التحتية للذكاء الاصطناعي في التاريخ”، فيما توقع محللون أن تحقق الصفقة إيرادات محتملة تصل إلى 500 مليار دولار للشركة.
وقد أغلق السهم يوم الاثنين عند 183.61 دولار، متجاوزًا أعلى مستوى سجله في أغسطس الماضي، قبل أن يشهد انخفاضًا طفيفًا في التداولات المبكرة يوم الثلاثاء ليصل إلى 179.8 دولار.
وتستمر إنفيديا في كونها الشركة الأعلى قيمة سوقية عالميًا، حيث تتجاوز قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار.
وتبرز شراكة أوبن إيه آي وإنفيديا كونها ضخمة مقارنة بالمشاريع المماثلة؛ فعلى سبيل المثال، مركز البيانات الذي تبنيه شركة “ميتا” في لويزيانا بسعة 4 ملايين قدم مربع يوفر نحو 2 جيجاوات فقط، أي خُمس القدرات التي التزمت بها الشركتان.
وتشير تقديرات محللين إلى أن توفير 10 جيجاوات سيستلزم نحو 4 إلى 5 ملايين وحدة معالجة رسومات.
وفي سياق توسعها المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي، استحوذت إنفيديا الأسبوع الماضي على حصة بقيمة 5 مليارات دولار في منافستها إنتل، بهدف استخدام معالجات إنتل ضمن أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بالإضافة إلى خطط لنشر عشرات الآلاف من رقائق الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة، وتوقيع صفقة بقيمة 6.3 مليار دولار مع شركة CoreWeave لشراء أي قدرة حوسبية غير مستغلة.
ويشير خبراء إلى أن هذه الاستثمارات تؤكد الطلب المتزايد على بنية تحتية للذكاء الاصطناعي، رغم المخاوف بشأن “فقاعة الذكاء الاصطناعي”.
ومن جانبها، تسعى أوبن إيه آي لتأمين موارد إضافية لمراكز البيانات، بعد توقيعها صفقة مع أوراكل بقيمة 300 مليار دولار خلال خمس سنوات، ما يرفع المخاطر المالية على إنفيديا كونها الممول الرئيسي لهذه الطموحات.