Non classé

إنتاج النفط البري في الولايات المتحدة يقترب من مرحلة التراجع رغم التقدم التكنولوجي

تواجه صناعة النفط البري في الولايات المتحدة تحدياً متصاعداً قد يؤدي إلى انخفاض الإنتاج ابتداءً من عام 2026، مع استمرار هبوط عدد منصات الحفر إلى مستويات غير كافية لتعويض التراجع، رغم التقدم التكنولوجي الكبير.

حالياً، تحقق شركات الطاقة الأمريكية إنتاجاً قياسياً يفوق 13.5 مليون برميل يومياً، إلا أن عدد المنصات العاملة انخفض إلى نحو 540 منصة فقط، مقارنة بأكثر من ألف منصة في عام 2019.

وقد اعتمدت هذه الشركات على تقنيات متطورة مثل الحفر الأفقي العميق، والمعدات عالية القدرة الحصانية، والحفارات الآلية، مما مكّنها من رفع الإنتاج بكفاءة أكبر وبرأس مال أقل.

لكن محللين يحذرون من أن المكاسب التي حققتها الكفاءة التشغيلية لم تعد كافية لمعادلة التراجع في أعداد المنصات. وتشير التقديرات إلى أن إنتاج النفط من الحقول البرية، باستثناء ألاسكا وخليج المكسيك، قد ينخفض بنحو 200 ألف برميل يومياً في أوائل 2026، ليصل إجمالي التراجع إلى 400 ألف برميل يومياً بنهاية العام نفسه، مع استمرار الانخفاض في 2027، بحسب توقعات “وود ماكنزي”.

ويبرز حوض “بيرميان”، الممتد بين تكساس ونيو مكسيكو، كمؤشر رئيسي على هذا التحول؛ إذ تراجع عدد المنصات فيه إلى 259 منصة، وهو أدنى مستوى منذ شتنبر 2021.

ويؤكد الخبراء أن الحفاظ على استقرار الإنتاج فيه يتطلب تشغيل ما بين 240 و260 منصة على الأقل، بينما أصبحت معظم المعدات المستخدمة حالياً هي الأحدث والأكثر كفاءة، ما يقلل فرص تحقيق زيادات إضافية بالإنتاجية عبر التحسينات التقنية.

ورغم زيادة القدرة على الحفر لمسافات أطول، فإن جودة الصخور المستخرجة تراجعت، ما أدى إلى ارتفاع نسبة إنتاج الغاز والمياه على حساب النفط. وبحسب بيانات “مورجان ستانلي”، انخفض معدل النفط المنتج لكل قدم محفورة في “بيرميان” بنسبة 8% في 2025 مقارنة بمتوسط العام الماضي.

ويرى الخبراء أن أثر تراجع عدد المنصات يظهر عادة بعد ستة إلى تسعة أشهر من توقف الحفر، لكن استمرار الاتجاه الحالي يعني أن الولايات المتحدة ستشهد انخفاضاً تدريجياً وملموساً في إنتاج النفط البري خلال العامين المقبلين، حتى في أكثر حقولها نشاطاً.

 

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى