وكالة الطاقة الدولية: المغرب يثبّت استهلاكه من الفحم عند 10 ملايين طن سنوياً

وسط التحديات العالمية المتعلقة بالانبعاثات الكربونية والتحول نحو الطاقة النظيفة، ينجح المغرب في تحقيق توازن دقيق بين تلبية الطلب الوطني على الكهرباء والحفاظ على استهلاك الفحم عند مستويات مستقرة، إذ من المتوقع أن يبقى هذا الاستهلاك عند نحو 10 ملايين طن سنوياً حتى نهاية العقد الحالي، وفقاً لتقارير وكالة الطاقة الدولية.
تعكس هذه الدينامية اعتماد المملكة على استراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى التخلص التدريجي من الفحم في إنتاج الكهرباء بحلول عام 2040، مع تعزيز الدور المتنامي للطاقة المتجددة لتوفير أكثر من نصف الكهرباء الإضافية المنتجة بحلول 2030 مقارنة بعام 2025.
ويأتي هذا النهج نتيجة إدارة دقيقة للانتقال الطاقي توازن بين تطوير القدرات الشمسية والريحية تدريجياً وتأمين الطلب الداخلي على الكهرباء، بعيداً عن الاعتماد المفرط على المصادر الأحفورية.
على المستوى الإفريقي، تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى زيادة طفيفة في استهلاك الفحم خلال 2025، مدفوعة بتحسين البنية التحتية ودخول وحدات إنتاج جديدة في جنوب إفريقيا.
في المقابل، يحافظ المغرب على استهلاك ثابت، بينما تشهد زيمبابوي ارتفاعاً محدوداً، مما يعكس النهج المسؤول والتدريجي للمملكة في إدارة انتقالها الطاقي مقارنة بالدول الإفريقية الأخرى.
وعلى الصعيد المالي، شهدت أسعار الفحم انخفاضاً ملموساً، حيث تراجع سعر الفحم نيوكاسل FOB بنسبة 22٪ مقارنة بعام 2024، ليصل متوسط السعر إلى 104 دولارات للطن، ما يشكل فرصة للمغرب لتقليل فاتورة الاستيراد على المدى القصير، مع الحفاظ على الالتزام بالتحول إلى الطاقة منخفضة الكربون.
رغم هذه التحولات، يبقى الفحم المصدر الأحفوري الأكثر تلويثاً للبيئة، إذ بلغت الانبعاثات العالمية الناتجة عنه 15.8 جيجا طن في 2024، أي ما يمثل أكثر من 40٪ من إجمالي الانبعاثات الطاقية، مما يبرز الحاجة الملحة لتعزيز استراتيجيات التحول الطاقي وتسريع الانتقال نحو مصادر طاقة نظيفة ومستدامة.




