لوديي : المغرب دخل حرب السيادة الرقمية.. و الأمن السيبراني ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي

في ظل عالم رقمي متسارع، لم يعد الأمن السيبراني مجرد قضية تقنية، بل أصبح ركيزة أساسية للسيادة الوطنية وعنصراً حاسماً في تحقيق التنمية الاقتصادية.
هذا ما أكده كبار المسؤولين في المغرب خلال “الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني” الذي تستضيفه الرباط، مشيرين إلى أن الاستثمار في هذا المجال ليس فقط حماية من المخاطر، بل هو بوابة لتعزيز الثقة وجذب الاستثمارات.
الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، أكد على أن المغرب حقق تقدماً كبيراً في التحول الرقمي بفضل الرؤية الملكية.
وأوضح أن الأمن السيبراني أصبح عاملاً محورياً لتعزيز مناخ الأعمال، وزيادة تنافسية الشركات، وهو ما يجعله استثماراً استراتيجياً وليس مجرد تكلفة إضافية.
من جهتها، شددت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، على أن الثورة الرقمية جلبت معها تحديات معقدة، أبرزها تصاعد الهجمات الإلكترونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وأكدت فتاح أن الأمن السيبراني ضرورة حتمية لترسيخ ثقة المواطنين والشركاء، ودعت إلى تعاون دولي أكبر لمواجهة هذه التحديات المشتركة.
الأرقام لا تترك مجالاً للشك. فالوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، كشفت عن ارتفاع مقلق في الهجمات السيبرانية بالمنطقة.
وأشارت إلى أن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهد زيادة بنسبة 236% في هجمات حجب الخدمة (DDoS) خلال الربع الثاني من عام 2025، مما يسلط الضوء على حجم التهديدات التي تواجه المؤسسات العامة والخاصة على حد سواء.
وعليه، فإن الأمن السيبراني يعد شرطاً أساسياً لاستعادة ثقة المواطنين وضمان استمرارية الخدمات العامة وجودتها.
يُعقد الأسبوع الإقليمي للأمن السيبراني في الرباط في الفترة ما بين 15 و19 سبتمبر، وهو من تنظيم المديرية العامة لأمن نظم المعلومات التابعة لإدارة الدفاع الوطني، بالتعاون مع المركز الإقليمي العربي للأمن السيبراني.
يشكل المنتدى، الذي ينعقد تحت شعار: “مستقبل الأمن السيبراني: السيادة الرقمية في خدمة تنمية اقتصادية مستدامة”، منصة هامة للحوار وتبادل الرؤى حول حماية البنى التحتية الحيوية، وأمن الخدمات السحابية، ودور التكنولوجيات الناشئة في تعزيز صمود الفضاء الرقمي.
ويشارك في المنتدى مسؤولون وخبراء من المغرب، العالم العربي وإفريقيا، بهدف توحيد الجهود لمواجهة التحديات السيبرانية المتزايدة في المنطقة.