الاقتصادية

فرنسا تواجه ضغوطاً مالية وسياسية بعد ثالث انتكاسة ائتمانية في أسبوعين

تلقت فرنسا ضربة جديدة في تصنيفها الائتماني، بعدما وضعت وكالة سكوب ريتنغز الأوروبية نظرة مستقبلية سلبية على تقييمها عند مستوى “AA-“، مشيرة إلى تدهور الأوضاع المالية وتعقّد المشهد السياسي. وتُعد هذه ثالث انتكاسة لباريس في غضون أسبوعين، بعد قرارات مماثلة من وكالتي فيتش ودي بي آر إس.

يرى محللون أن الرئيس إيمانويل ماكرون يواجه صعوبة متزايدة في سد فجوات المالية العامة، خاصة بعد فشل رهانه الانتخابي العام الماضي الذي أفقد حزبه الأغلبية البرلمانية.

الوضع السياسي المتأزم انعكس أيضاً على تشكيل الحكومة، إذ اضطر ماكرون مؤخرًا إلى تعيين سيباستيان لوكورنو خامس رئيس وزراء خلال عامين، بعد استقالة فرانسوا بايرو تحت ضغط المعارضة بسبب خططه الصارمة لخفض العجز.

لوكورنو، البالغ من العمر 39 عاماً، يسعى لتمرير ميزانية توافقية، مؤكداً أنها لن تكون “تقشفية”، بل ستستهدف عجزاً عند 4.7% من الناتج المحلي في 2025، مقابل 5.4% متوقعة هذا العام.

ورغم التمسك بالهدف طويل الأمد المتمثل في خفض العجز إلى أقل من 3% بحلول 2029، تبقى الكلمة الفصل بيد البرلمان المنقسم.

المشهد يزداد تعقيداً مع استعداد النقابات العمالية لتنظيم إضرابات وتظاهرات في الثاني من أكتوبر ضد سياسات التقشف، مطالبةً بفرض ضرائب إضافية على الثروة وزيادة الإنفاق الاجتماعي.

وكالة “سكوب” حذرت من أن الانقسامات السياسية، والاحتقان الاجتماعي، والتحديات الاقتصادية، كلها تهدد قدرة فرنسا على التوصل لتسوية مالية متوازنة.

بالفعل، ارتفعت تكاليف الاقتراض الفرنسية بشكل ملحوظ مقارنة بالسندات الألمانية، حيث تضاعف فارق العوائد منذ الانتخابات المبكرة التي دعا إليها ماكرون العام الماضي.

كما ينعكس الغموض السياسي على النشاط الاقتصادي: فرغم تسجيل نمو أعلى من المتوقع في النصف الأول من العام، تراجع مؤشر مديري المشتريات المركب في سبتمبر إلى أدنى مستوى له منذ خمس سنوات، ما يعكس ضعف ثقة القطاع الخاص.

اختتمت “سكوب” تقييمها محذّرة من أن الدين العام الفرنسي قد يرتفع إلى 125% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، ليصبح من بين أسرع المسارات صعوداً مقارنة بالدول التي تتشارك معها نفس التصنيف الائتماني.

في ظل هذا المشهد، تبدو فرنسا عالقة بين ضغوط الأسواق، وانقسامات السياسة، وغليان الشارع، ما يجعل مسارها المالي والاقتصادي محفوفاً بالمخاطر أكثر من أي وقت مضى.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى