صناديق الكريبتو تستنزف التدفقات.. والإيثريوم يحافظ على مكاسب محدودة
شهدت سوق العملات المشفرة تقلبات حادة خلال تعاملات الثلاثاء، إذ ارتفع سعر الإيثريوم بشكل طفيف إلى 4160.9 دولار عند الساعة 20:44 بتوقيت غرينتش، لكنه قلّص جانبًا كبيرًا من مكاسبه السابقة، وسط موجة خروج قوية من صناديق المؤشرات المتداولة المرتبطة بالبيتكوين والإيثريوم.
وفق بيانات Farside Investors، تكبدت هذه الصناديق خسائر إجمالية بلغت 439 مليون دولار يوم الاثنين، ما ألغى جزءًا مهمًا من التدفقات الداخلة التي سُجلت في الأسبوع الماضي.
وقادت صناديق البيتكوين الموجة بخروج 363.1 مليون دولار، كان النصيب الأكبر منها لصندوق Fidelity FBTC بخسائر تجاوزت 276 مليون دولار، يليه ARKB التابع لـ ARK 21Shares بخسائر تقارب 52 مليون دولار.
أما صناديق الإيثريوم فقد سجلت عمليات استرداد وصلت إلى 76 مليون دولار، تصدرها صندوق Fidelity FETH بخسائر 33.1 مليون دولار، ثم ETHW التابع لـ Bitwise بخسائر 22.3 مليون دولار، وأخيرًا ETHA لبلومبرغ بخسائر 15.1 مليون دولار.
المحلل على السلسلة علي مارتينيز أوضح لموقع Decrypt أن هذه التحركات تعكس “إعادة تموضع قصيرة الأجل استجابة لخفض الفائدة الأخير من الفيدرالي واقتراب صدور بيانات التضخم”، مرجحًا عودة التدفقات سريعًا إذا جاءت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) يوم الجمعة أقل من المتوقع.
الأسبوع الماضي، اجتذبت الصناديق تدفقات ضخمة بلغت 977 مليون دولار للبيتكوين و772 مليون دولار للإيثريوم، بحسب تقرير CoinShares. لكن المحلل دين تشين من Bitunix يرى أن الموجة الحالية “أقرب إلى جني أرباح وتقليص مديونية” أكثر من كونها إشارة على بداية سوق هابطة.
وأضاف: “إذا تحولت التدفقات إلى إيجابية خلال الأيام الثلاثة المقبلة، فقد نرى البيتكوين فوق 113,000 دولار والإيثريوم قرب 4,200 دولار، أما استمرار الخروج فقد يعيد الأسعار إلى 108,000 و3,900 دولار على التوالي”.
بيانات CoinGlass أظهرت تصفية مراكز بقيمة تتجاوز 354 مليون دولار خلال 24 ساعة، منها 44 مليون دولار مرتبطة بالبيتكوين و53 مليون دولار بالإيثريوم.
في السياق ذاته، حذّر روتشر غوبتا، الشريك المؤسس لشركة Gyld Finance، من أن السوق تمر بمرحلة “تفريغ للرافعة المالية المفرطة”، معتبرًا أن البيئة الكلية لا تزال داعمة بفضل خفض الفائدة وتسجيل مؤشري S&P500 وناسداك مستويات قياسية، إلى جانب الزخم في “سندات الخزانة الرقمية”.
من جانبه، أشار رئيس أبحاث GreeksLive آدم شو إلى أن ارتفاع انحراف دلتا عقود الخيارات إلى أعلى مستوى منذ أغسطس يعكس ضغوطًا قصيرة الأجل، لكنه أكد أن المتداولين ما زالوا متفائلين بشأن أداء الربع الرابع.
على الجانب الكلي، قال رئيس الفيدرالي جيروم باول في خطاب أمام غرفة تجارة رود آيلاند إن الاقتصاد الأميركي يواجه تحديات مزدوجة تتمثل في التضخم المرتفع وضعف سوق العمل، لكنه اعتبر أن “مستوى الفائدة الحالي مناسب” لمعالجة هذه المخاطر دون الحاجة إلى تخفيضات حادة.
