رئيس الوزراء الصيني: “لسنا أغنياء كأوروبا”… ونرفض اتهامات الدعم المفرط لصناعاتنا

في مواجهة انتقادات أوروبية متصاعدة، رفض رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، يوم الخميس، المزاعم المتعلقة بتقديم بلاده دعمًا مفرطًا لصناعاتها الوطنية، مؤكداً خلال قمة أوروبية-صينية في بكين أن الصين “لا تملك رفاهية” تمويل صادراتها عبر الدعم الحكومي أو الإعفاءات الضريبية.
وخلال جلسة حوار جمعته برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، شدّد لي على أن الصين لا تتبنى ما وصفه البعض بـ”سياسات الدعم الصناعي”، قائلاً: “لا نعتمد أي شكل من أشكال الإعانات أو الدعم كما يُشاع… ولسنا أغبياء لنستخدم الأموال العامة التي يجمعها الشعب من أجل دعم منتجات تُباع في الخارج”.
تصريحات لي تشيانغ جاءت وسط أجواء مشحونة طبعت القمة، التي ناقشت ملفات حساسة، من بينها الحرب في أوكرانيا، والتبادل التجاري، والتوازن في العلاقات الاقتصادية بين الطرفين.
وأعربت بروكسل عن قلق متزايد من فائض صادرات الصين إلى الأسواق الأوروبية بأسعار
منخفضة، معتبرة أن هذا قد يضر بالصناعات المحلية ويُضعف القدرة التنافسية للمصنّعين الأوروبيين.
في المقابل، شدد لي على أن الفجوة التجارية المتنامية بين الجانبين – والتي بلغ عجز الاتحاد الأوروبي فيها مع الصين نحو 360 مليار دولار في 2023 – لا تُعزى إلى دعم حكومي، بل إلى “القدرات الإنتاجية الهائلة للصين”، مشيراً إلى أن بعض المصانع الصينية تعمل على مدار الساعة لتلبية الطلب العالمي.
وفي معرض رده على تقارير تُشير إلى تباطؤ النمو أو ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب في الصين، نفى رئيس الوزراء الصيني أن يكون اقتصاد بلاده يعاني من انكماش أو أزمة، قائلاً: “نعم، هناك تحديات وصعوبات، لكن الحديث عن ركود اقتصادي أمر مبالغ فيه”.
وأكد لي أن الصين، رغم التحديات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية العالمية، لا تزال قادرة على الحفاظ على زخم نموها الاقتصادي، مشيراً إلى أن بلاده تفضل بناء علاقات اقتصادية قائمة على الانفتاح والتوازن، لا على الاتهامات والتشكيك.
وتُعد هذه القمة واحدة من أبرز محطات الحوار بين الصين والاتحاد الأوروبي هذا العام، في وقتٍ يسعى فيه الطرفان إلى إعادة ضبط العلاقات المعقدة، وسط تصاعد المنافسة الاستراتيجية بين الشرق والغرب.