تيثر تسعى لتمويل ضخم قد يرفع قيمتها إلى نصف تريليون دولار

دخلت شركة تيثر هولدينغز، أكبر مُصدر للعملات المستقرة في العالم، في محادثات أولية مع كل من سوفت بنك غروب اليابانية وآرك إنفستمنت مانجمنت الأميركية، بشأن جولة تمويل كبرى قد تجعلها واحدة من أعلى الشركات الخاصة قيمة عالميًا.
وفق مصادر مطلعة، تهدف تيثر إلى جمع ما بين 15 و20 مليار دولار عبر طرح خاص لحصة تقارب 3%، وهو ما قد يرفع تقييم الشركة إلى حوالي 500 مليار دولار.
خطوة من شأنها أن تضعها في مصاف عمالقة التكنولوجيا والاستثمار الخاص، إلى جانب شركات مثل “سبايس إكس” و”بايت دانس”.
رغم رفض تيثر وسوفت بنك التعليق على المحادثات، يرى مراقبون أن دخول هذين العملاقين الاستثماريين على خط التمويل قد يمنح الشركة زخمًا إضافيًا لتعزيز حضورها في قطاع التكنولوجيا والتمويل.
كما أن هذه الخطوة تأتي في وقت تسعى فيه تيثر لاكتساب شرعية سياسية وتنظيمية أكبر، خصوصًا في الولايات المتحدة حيث واجهت سابقًا تدقيقًا حادًا بشأن أنشطتها.
تلقت الشركة دعمًا استشاريًا من بنك الاستثمار الأميركي كانتور فيتزجيرالد، الذي يتولى أيضًا حفظ أصولها. ويُذكر أن عملة USDT، المربوطة بالدولار الأميركي، أصبحت أداة رئيسية لنقل القيمة خارج النظام المصرفي التقليدي، مما جعلها عنصرًا محوريًا في البنية التحتية للعملات الرقمية.
تُدار تيثر من قبل الرئيس التنفيذي باولو أردوينو، فيما يُعد المؤسس المشارك جيانكارلو ديفاسيني أكبر المساهمين. وإذا تحقق التقييم البالغ نصف تريليون دولار، فإن ثروة ديفاسيني وحده قد تصل إلى 224 مليار دولار، ما يجعله في نادي أثرى الشخصيات عالميًا.
لا يُعد دخول سوفت بنك بقيادة ماسايوشي سون إلى هذا المجال مفاجئًا، إذ عُرفت الشركة برهاناتها الجريئة في التكنولوجيا، من الاستثمار في مراكز البيانات إلى السيارات الذاتية وأشباه الموصلات، فضلًا عن التزاماتها مع شركات الذكاء الاصطناعي مثل “أوبن إيه آي”.
أما آرك إنفستمنت، التي تقودها كاثي وود، فهي صاحبة خبرة في مجال العملات المستقرة عبر استثمارات سابقة في سيركل إنترنت غروب، المنافس الأقرب لتيثر، التي تبلغ قيمة عملتها المستقرة نحو 74 مليار دولار مقارنة بـ 173.5 مليار دولار من رموز تيثر المتداولة.
بهذا التمويل، قد تتحول تيثر من مجرد مُصدر للعملات المستقرة إلى لاعب مركزي في النظام المالي العالمي الجديد، حيث تتقاطع التكنولوجيا، التمويل، والسياسة.