تقرير إيطالي: غلق أنبوب الغاز المغاربي يضعف مصداقية الجزائر كمزود للطاقة

كشف تقرير صادر عن مؤسسة بحثية إيطالية عن التداعيات السلبية لقرار الجزائر وقف تشغيل خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوروبي في عام 2021، معتبرًا أن هذه الخطوة، التي جاءت في خضم توتر سياسي مع المغرب، تجاوزت الخسائر الاقتصادية المباشرة، لتؤثر سلبًا على صورة الجزائر كمورد موثوق للطاقة في الأسواق الأوروبية.
وأشار التقرير إلى أن عدم تجديد اتفاقية العبور مع الرباط أدى إلى انخفاض ملحوظ في صادرات الغاز الجزائري نحو إسبانيا.
ورغم أن الجزائر ما تزال تحتفظ بإيطاليا كأكبر زبون لها في مجال الغاز، إلا أن الكميات المصدّرة إليها بدأت تتراجع أيضًا، في وقت حساس يتزامن مع سعي دول الاتحاد الأوروبي لإيجاد بدائل للغاز الروسي بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.
وأبرز التقرير أن السياسة الطاقية الجزائرية تعاني من غياب رؤية استراتيجية واضحة، مشيرًا إلى استمرار الاعتماد الكبير على صادرات المحروقات في ظل بنية تحتية متهالكة، وتعقيدات بيروقراطية، وارتفاع متزايد في الاستهلاك المحلي للغاز، وهو ما يحد من القدرات التصديرية للبلاد.
كما أشار إلى أن مساهمة الطاقة المتجددة في الجزائر لا تزال هامشية للغاية، ولا تمثل سوى 3% من إجمالي الإنتاج الوطني، رغم التحديات المناخية والفرص المتاحة في هذا القطاع.
وتتقاطع خلاصات التقرير مع تحذيرات سابقة لصندوق النقد الدولي، الذي توقع أن تسجل الجزائر عجزًا في الميزانية بنسبة 13.9% من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2024، داعيًا السلطات الجزائرية إلى تبني إصلاحات هيكلية عاجلة لتنويع الاقتصاد وتقليص اعتماده على قطاع المحروقات.
وخلص التقرير إلى أن قرارات الجزائر الأخيرة على مستوى السياسة الطاقية، وخصوصًا وقف التعاون مع المغرب، قد تضر بمصالحها طويلة الأمد، وتُفقدها مكانتها في سوق طاقة يشهد تحولات جذرية.